جديد انفو /متابعة
يحيي المغاربة يوم الثلاثاء 10 رمضان ذكرى وفاة الملك محمد الخامس طيبالله ثراه ، الذي يعد رمزًا للوطنية والحرية في تاريخ المغرب. في هذه المناسبة، يستحضر الشعب المغربي تضحيات الملك الراحل، الذي قدم الكثير من أجل استقلال وطنه وحريته، وأسّس لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد.
كان الملك محمد الخامس رحمه الله أكثر من مجرد حاكم؛ فقد كان قائدًا ورمزًا للأمل. تحمل الكثير من الصعاب لتحقيق حلم الشعب المغربي في التحرر من الاستعمار. كانت مواجهته للاستعمار الفرنسي نموذجًا للكفاح الوطني، وقد قدم تضحيات جسيمة في سبيل ذلك، أبرزها المنفى الذي فرض عليه من قبل الاحتلال الفرنسي. ورغم هذه الظروف القاسية، بقي على العهد، وحافظ على وحدة الشعب المغربي في جميع المحطات التاريخية.
تُعد لحظة وفاته في 10 رمضان نقطة فارقة في تاريخ المغرب. فقد كان الملك الراحل شخصية محورية في بلورة الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء إلى الوطن. كما شكلت وفاته لحظة حزن عميق للمغاربة، لكنها أيضًا كانت دافعًا للاستمرار في السير على نفس النهج الذي رسمه من أجل بناء وطن مستقل وقوي.
بفضل حكمته وحسن تدبيره، استطاع المغفور له محمد الخامس أن يزرع في نفوس المغاربة مشاعر التضامن والوحدة، مما جعل الشعب المغربي يلتف حول العرش العلوي المجيد. وبعد مرور سنوات على رحيله، لا تزال ذكرى وفاته حية في قلوب المغاربة، الذين يتذكرون تاريخه الحافل بالإنجازات والتضحيات.
تستحضر هذه الذكرى أيضًا قيم الوطنية والوفاء للعهد، التي يجب أن تظل حية في نفوس الأجيال القادمة. العلاقة التي تربط الشعب المغربي بالعرش العلوي هي علاقة وثيقة ومقدسة، تشهد عليها التضحيات والدماء التي قدمت من أجل الوطن. سيظل السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه أحد أبرز الأبطال في تاريخ المغرب، حاضرًا في ذاكرة الشعب، ونموذجًا للقيادة التي تسعى إلى مصلحة الشعب والوطن.
تعد هذه الذكرى دعوة للتأمل في ما قدمه الملك الراحل من تضحيات، وفي ما يجب أن يقوم به كل فرد من أفراد الشعب للحفاظ على وحدة الوطن والعمل من أجل تقدمه وازدهاره.
لم يقتصر دور الملك محمد الخامس طيب الله ثراه على تحرير المغرب فحسب، بل كان له دور محوري في دعم حركات التحرر في إفريقيا. فقد عمل على تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، وكان من أبرز الداعمين لحركات الاستقلال في القارة.
من أبرز الأعمال الجليلة التي قام بها الملك محمد الخامس طيب الله ثراه مشاركته الفعالة في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية. فقد كانت رؤيته واضحة في ضرورة توحيد دول القارة الإفريقية لتحقيق التعاون والنهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين دولها. وقد شكلت منظمة الوحدة الإفريقية، التي تأسست في 1963، نقطة تحول هامة في تاريخ القارة. وكان للمغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه دور كبير في وضع اللبنة الأولى لهذه المنظمة بدأت من مؤتمر الدار البيضاء و التي تعزز وحدة الشعوب الإفريقية وتدافع عن حقوقها في مواجهة الاستعمار والتفرقة.
كما دعم المغرب، تحت قيادة الملك الراحل، نضال دول إفريقيا جنوب الصحراء لنيل الاستقلال، وأصبح مركزًا للدعم السياسي والمعنوي لهذه الدول. كان الملك محمد الخامس رحمه الله رمزًا للقيادة الحكيمة والنبيلة، حيث سعى لتحقيق العدالة والحرية في عموم القارة الإفريقية.
في ذكرى وفاته، يتأكد أن تضحياته لم تقتصر على المغرب فقط، بل امتدت لتشمل القارة الإفريقية بأكملها، حيث ساهم في تعزيز حركة التحرر ونشر قيم الاستقلال والحرية. كانت أفعاله تحمل رسالة تضامن حقيقية بين الشعوب الإفريقية، وتُعتبر إرثًا حيًا في تاريخ القارة.