زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
شحت الأمطار بالجنوب الشرقي من جديد ،وتضاعفت معاناة المغرب العميق في ظل فقر مستدام ،التعب والعُري أعيى الرحل والفقراء، والتفاوت الاجتماعي تنامى بشكل كبير وملفت ،وغار الدمع بالأعين وانكمشت عضلات الوجه ،وضن العيش بالواحات والمراعي.
حال الرحل استعصى في الكثير من المناطق بالجنوب الشرقي رغم التساقطات المطرية والوديان السابقة ، هم رحل لا يعرفون من الحياة غير شروق الشمس وغروبها، وماذا أكل القطيع، وأين توجد قطرة ماء ليقطعوا من أجلها المسافات الطوال على الأقدام، أو على مطية دواب ضامرة من البغال والحمير والإبل .
طاقة أكلهم بسيطة من تمر قديم ،عفه الناس في الأسواق، أو من خبز قديم أو مرق بسيط، فيه الجزر ومنتوجات مجالية اخرى، قد يعافها الكثير من الناس بالقرى المتحضرة قليلا ، اما ساكنة المدن فقد '" تتقزز من لونها ومنظرها ' قبل أكلها ومن ' حريرة ' المحمصة' او' تزاخت ' فيها قطرات من ' تاحلاوت' ومن شاي جاف... وتمضي الحياة .
الكثير من أبناء عمق الصحراء بمرزوكة والطاوس وسيدي علي وزاكورة ولمحاميد ، لا يدرون من عالم الطفولة غير الأحلام هم سواعد الأسرة ، وتتبدل الاحوال والحال هو الحال،هم فرحون بحياتهم رغم كل شيء ،وسعادتهم في الخلاء ،ويضيقون ويتضايقون حين يخالطون الآخرين هي سمات الانسان ' الخلوي ' القوي الذي يكتفي بذاته، ولا يبحث عن الآخرين الا للضرورة القصوى ،اخلاقهم عالية والترحيب بالغريب من سماتهم وطلباتهم بسيطة هي التضرع لله ان تجود السماء بالغيث.