زايد جرو -الرشيدية /جديد انفو

قليلة  هي اللحظات التي تصادف طرف العين لاختلاس وسرقة زمن صيد قلما يحدث إلا في النذر ...طفل في سن التلمذة و ريعان العمر يقبل على مطالعة وتصفح كتاب ورقي من درعة تافيلالت ،وهو بعيد في أصله ومفصله ونسبه عن الجهة ،ويود النهل قليلا أو كثيرا من ثقافتها.. ..لا يهم هذا الكتاب أو ذاك، ولا يهم هذا الكاتب أو ذاك، بل ما يهم هو تربية النشء منذ الصغر على حمل الكتاب وتصفحه ،وجعل التصفح بداية لتغيير نمط عيش الأطفال في زمن الأجهزة النقالة ومغريات الصورة بدلا للحرف.

صورة غنية بحملها الثقافي والأيقوني والسميائي ، ولم تأت اعتباطا، وليست تمثيلا دراميات ،بل تؤخذ بمنطق ما يجب على الوالدين والأسرة فعله ....الأب والأم ،وكل الوسط الأسري في كل لحظة منشغل بما استجد من فن التفاهات على التبادلات والتطبيقات السريعة ومواقع التواصل الاجتماعي ، تتابع بكل سخافة ما يحدث لأبطال الخواء الذين صنعهم التافهون ،وينسون مقتا ما يجب نحو أطفالهم ،فقد انشغلت الأم والأب عن كل مايبني الأطفال في سن معين وحتى حين يحل وقت الغذاء او العشاء يخرج الجميع لأكل السندويشات السريعة، فلا حنين للمسة الأم ولا حنين لقهوتها ولا لخبزها لأن عجنه قد يتلف نظافة الأظافر، أو عجنه قد يحدث ضجيجا من العجانة التي يمكن أن تتلف بصوتها وحركتها خيط تتبع التفاهات، فيقل الارتباط بالأم لأن ذاك الطفل يحس بأن أمه مجرد آلة أيضا عجنته ورمته للآلات ..

تحية لكل أم ما تزال تجاهد في متابعة ابنها وتكد رغم تعب اليوم وصخبه ، تراقب واجباته كل ليلة، وقبل النوم تقبله وتحنو عليه وتهمس في أذنيه ' نم يا صغيري فحصتك الدراسية غدا في الصباح' وتعلمه الأصول في التربية والثقافة، وما يجب من احترام للوسط الأسري ،بل تعلمه كيف يحترم ذاك المعلم المدرس الذي يعلمه كيف يفك شفرة الكتابة وتعلمه الواجبات قبل الحقوق، وتعلمه كيف يحنو على رأس أبيه وأمه وجده وجدته كلما عاد من المدرسة .. ولا سلام على كل أب أو أم تنظر للكتاب بأنه متجاوز، وبئس من يروج ثقافة الذكاء الاصطناعي على أنه بديل للقراءة ،وبديل للمعلم وبديل للأم والأب والجد والجدة.. فلا نخوة بدون كتاب، ولا نشوة أسرية أو عائلية دون تجمع على المشترك، فعلموا أبناءكم وذويكم على تصفح الكتب أيها القوم الضالون عن حقيقة التغيرات العالمية التي في معظمها ايديولوجيات.. وتحية عالية جدا جدا لأم وأب هذا الطفل ولمحيطه وكل الذين يعلمون أبناءهم النهل من المنبع .