زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
الحياة تعلمنا كيف نحبو ونسير ومتى نعشق ومتى نحب ونحن نكبر بين القش والجثث ..وتعلمنا كيف ننجو وكيف نسلم وكيف نسير حتى لا نكون نشازا مكتملا أو ناقصا ... والإحباطات المكرورة لهذا السبب أو ذاك تجلدنا بصبر الماعز التي لا تكترث بحجم السكين ولا بالحقل المخضر إذا حضر الذبح ..
الزمن يقزم الأصابع ويكسر السواعد في سيرورة متتالية فنبكي بأثرها بكاء خشنا فنحن لدمع الطفولة ونتذكر أناقة من كان يكره أن يأخذ صورة معنا ومع الأطفال الوسخين مثلي من قريتنا ويخاف على طي بنطلونه أو أن يلمس شعس نعل أحدنا حذاءه الملمع كثيرا... فيسرح المخيال فنتذكر حين سكن البؤس اللحاف الذي كنا نتمدد فوقه وكنا أطول منه بكثير فنغمض العين على الدمع وتنكسر عين الأب خجلا حين يراقبنا وهو ليس بأوفر منا حظا فنحن لمشاعر الصبر التي ربتنا أمهاتنا عليها بالفطرة... فننام..
وحين نغفو قليلا فلا نبحث عن رحيم ليمسح دمعنا أومن ينشف خدنا ...ولا نبحث عن يد لنعبر بها ومعها الطريق فأول كتف سنتكئ عليه ونسند أنفسنا عليه ونحن بالكاد نبصر الطريق نجده ماء لا يصلح للاتكاء ولن ينفعنا سندا..
فاسند نفسك بنفسك وعلى نفسك وتعلم من سفر الغيوم التي شردتك مرارا ولم تعطف عليك الجبال ولو بمعطف لتخبئك ...فأحمد الذي تنتظره سندا فقد تكسر ساعده ولا تنتظر منه أن يكون عكازا لك ..وتعلم كيف تمشي وحدك.