جديد انفو - متابعة

لم يلتقط لنفسه صورة "سيلفي" وهو يتبرع بنصف ما يملك من دقيق ... ولم يعلن عن قدومه إلى موقع تجميع المعونات.
سمع نداء استغاثة...التفت يمينا...اقتسم ما يملكه من دقيق مع أشخاص لا يعرفهم ولن يراهم...وحمل كيسه على دراجته البسيطة...واخترق أزقة تيزنيت.
تقدم في هدوء وسط الزحام...لم نكن لنشعر به لولا صيد عدسة يحسب لصاحبها حدسه المرتفع...سلم كيسه...لم يستعرض نفسه كمانح...ولم يقف دقيقة واحدة لاستشعار نشوة الواهب...بل "أدار" دراجته وانصرف كما جاء.
هو مغربي قح...مؤمن بأن ما تقدمه اليد اليمنى لا يجب أن تطلع عليه اليد اليسرى..ومؤمن بأن الوطن للمغاربة...والمغاربة يكبرون في الأحداث الكبيرة.
مع تقديري لكل المانحين والمحسنين...لكن أعتبرك رجل مرحلة صعبة في تاريخ المغرب...فقد لخصت كل شيء...ولأول مرة أتابع عن كثب مقولة أساتذة في الصحافة "الصورة بألف كلمة".
شكرا لك سيدي "المجهول"...كنت كروبن هود بغابة شيروود الذي يوزع المال على قرى نوتينغهام...والأجمل أنك قدمت لنا درسا بليغا في التواضع وأحرجتنا أيما إحراج...وتستحق أن تكون درسا في المقررات الدراسية لأبناء المغرب.
شكرا لك سيدي.