جديد انفو - متابعة
تعاني العديد من الزوجات، من ظاهرة “الفراغ العاطفي” التي أصبحت منتشرة بشكل كبير، خاصة مع تزايد الظروف الصعبة التي تعاني منها الأسر بشكل عام.
وشعور المرأة بأنه لا قيمة لها عند زوجها، وأنها متزوجة فقط لخدمة البيت والأولاد، جعلها تتجه للبحث عن بديل يسدّ رمق الفراغ العاطفي الذي تعيشه، رغم اهتمامها بنفسها إرضاءً لزوجها، وحتى تكون زوجة مثالية في عيونه، إلا أن انشغال الزوج بعالمه الخاص، وباحتياجات الأسرة، قد يجعلها امرأة باردة وفاترة المشاعر.
وفي سؤال لإحدى السيدات التي تعاني من المشكلة أجابت أن زوجها غير المبالي بها، جعلها تنشئ حساباً باسمها على فيسبوك، وجدت خلاله وبالصدفة زميلاً لها منذ أيام الدراسة، وبدأ يهتم بها ويشعرها بأنها حقاً سيدة تستحق كل التقدير والإجلال، وأصبحت تمضي معه حوارات تمتد إلى 4 ساعات بشكل يومي، حتى أصبحت تتمنى أن لا يعود زوجها إلى البيت أساساً.
** تشخيص وتحليل المشكلة
بحسب أخصائيين اجتماعيين، فإن هناك عدة أسباب لهذه المشكلة، تتمثل بعدم التقارب بين الزوجين من حيث التعليم أو العمر أو المستوى الاجتماعي، أو الظروف الاقتصادية وضغوطات العمل، أو إجبار أهل الزوج على الزواج من زوجته، هذا من الناحية الاجتماعية.
أما الجانب الاقتصادي، فهو يجعل الرجل مشغولاً في ظروف حياته، وتأمين واجباته حيال عائلته، ما قد يصعّب عليه تفهّم احتياجات شريكة حياته وغرائزها، ما يعني ضرورة الفصل بين قضاياه وظروفه خارج البيت وواجباته داخل البيت لزوجته ولأولاده.
** الصداقات الإلكترونية بديل للفراغ العاطفي
وعن صداقات الإنترنت التي تعتبرها الزوجات حلاً لمشكلاتهن، فإنه لا يمكن أن يقتصر حل المشكلة عند هذا الحد، فهذه مقدمات وحلول آنية، قد تتطور إلى ما هو أكثر، ليتحول فيما بعد إلى جريمة “الجنس الإلكتروني” الذي بدأنا نسمع عنه مؤخراً، وهو ما يعني تعرّي الزوجة أمام أجهزة الكمبيوتر وما يتبعه من أقوال وأفعال شاذة بينها وبين من تراسله، في محاولة لإفراغ عاطفتها.
فهذا الانفصام العاطفي الذي يحدثه الزوج سيجعل المرأة تخلق عالمها الخاص، في الوقت الذي هو فيه مشغول بعالمه الخاص أيضاً، وهذه ليست حياة زوجية يجب أن تتصف بالمشاركة والتعاطف والمودة بين الزوجين.
ولما لهذا الأمر من تأثير سلبي على الرجل والمرأة؛ فحقيقة الواقع الاجتماعي والنفسي يعرف جيداً أن صداقات الإنترنت لن تتمكن من إشباع هذا الفراغ العاطفي لدى المرأة. فهل يمكن إشباعه بالكلام الجميل فقط دون التقارب الجسدي بين الطرفيْن؟ لذلك من الأفضل لكلا الزوجين أن يبحثا عن الحل الصحيح لمشكلتهما، وبغير ذلك فشرعاً وقانوناً يحق لها طلب الطلاق تجنباً لوقوعها في الخطأ بأي حال من الأحوال.
** هل الرجل هو السبب وراء مشكلة الفراغ العاطفي؟
وبحسب الإخصائيين، فإن اللوم لا يقع على الرجل فحسب، بل على المرأة أيضاً، فمن قال إن المرأة هي وحدها من تعاني من هذا الفراغ؟ قد يكون زوجها يعاني منه أيضاً، لذلك عليها أن تبدأ بإصلاح نفسها وتعيد حساباتها دون الحاجة لمقابلة الخطأ بالخطأ.
** نصائح للمرأة التي تعاني من الفراغ العاطفي
نصح الأخصائيون الاجتماعيون المرأة بأن تتحاور بشكل إيجابي ودائم مع زوجها، حتى تعرف السبب الحقيقي لمشكلتها، مطالبينها التغيير من نمط حياتها، من حيث إعادة ترتيب بيتها، وأن تتفنن في أمور الطبخ، أو أن تظهر أمام زوجها كل يوم بشكل جديد، مما يلفت انتباهه لها، وبالتالي مقابلتها بالعطف والمحبة، بدلاً من الصداقة الإلكترونية التي لن تعوضها عن مشاعرها المفقودة.
أما الزوج، فنصحه الأخصائيون بأن يكون ذكياً في افتعال بعض القضايا التي يتناقش بها مع زوجته من أجل فتح باب الحوار معها حتى وإن لم يأخذ برأيها ولكن رغبة منه في تقديرها واحترام رأيها، بغية كسر الجليد بينهما، وإلا فلماذا يتزوج إذا كان غير قادر على القيام بواجبه تجاه زوجته؟
فهل يدرك الرجل مدى خطورة الفراغ العاطفي الذي يحدثه لزوجته؟ وهل يحق له توجيه تهمة الخيانة لها إن بحثت عن بديل “صديق إلكتروني” عنه أعطاها ما لم يتمكن هو من تقديمه لها؟
المصدر: وكالات