حنان الشاد *

 
كنت أود التحدث بالموضوع من خلال فيديو مصور ..لكن ساقوم بذلك لاحقا.. علني أشجع على القراءة بدل المشاهدة والاستماع..
 
كما هو معلوم، تترسخ بعقلنا الباطن عدة قيم سلبية وايجابية.. لكن غالبا مايكون السلبي طاغيا ب 90 بالمئة مقابل 10 بالمئة فقط من الايجابي..
 
هنا يمكن التحدث عن البرمجة اللغوية العصبية .. تخزين المعلومات وتحويلها الى برامج تترسخ بالعقل اللاواعي بشكل تلقائي وسريع فعلا مالم يتم التحكم فيه بالعقل الواعي.. ونادرا ما يحصل ذلك اذا كانت تجربة الشخص ضعيفة في كيفية نسف السلبي بماهو ايجابي بطريقة سليمة وفورية..
 
تلك التراكمات السلبية تصبح برنامجا جاهزا يتحكم بسلوكاتنا دون شعور...
 
وطبعا يعود الفضل للأسف للأسرة بدءا من رحم الأم، حتى المحيط الخارجي بكل مكوناته..
 
الانسان بالفطرة خلق بكل الصفات الجميلة والايجابية، لكن تلك الشوائب الخارجية تؤثر وبشكل مباشر على طبيعته الداخلية لتحدث طفرة..
 
هذه الطفرة تتمظهر في بعض البشر على شكل أشخاص سلبيين في توقعاتهم، تصرفاتهم، حديثهم ، تفكيرهم، ردود أفعالهم وحتى في تأثيرهم على الآخرين مالم تكن لدى هؤلاء مناعة قوية ضدهم..
 
للأسف المشهد السياسي لا يخلوا من مثل هاته المخلوقات او الطفرات ان صح القول.. ولجوا مجال السياسة الذي هو في الأصل مجال أخلاقي ،انساني، مجتمعي بالدرجة الأولى ولتحقيق الصالح العام،ليضخوا من دمائهم السامة بكل الأرجاء وبعروق كل من يعترض طريقهم مستغلين ضعف مناعته الفكرية والطاقية ليؤثروا فيه سلبا وبرمجته بنفس برمجتهم..
 
الطفرة توارثها العديدون أبا عن جد مقابل أقلية تزخر بكل ما هو ايجابي ،، من طاقة وقناعات وافكار،، فقط هناك نقطة سوداء تشوه اللوحة تمثل الثقة بالنفس واليقين.. وهو الحل لهذه الفئة، اذا ما تعززت لديهم الثقة بالنفس وتقوى لديهم اليقن ووجدوا ارضا خصبة لتطوير قدراتهم ومهاراتهم ،،حتما سيكونون الجيش الذي يقضي على الطفرة الضارة..
 
وهو الأمر الذي استغرب له حينما اجد الشباب بصفة خاصة والعازفين عن الفعل السياسي او عن اي نشاط او مشروع مجتمعي،، بحجة انه لم تعد هناك ثقة.. يا اخي ويا اختي،، تحدث اولا عن الثقة في ذاتك ،، ماذا يمكنك ان تقدم.. ما مكامن الخلل في ذاتك وشخصيتك لتكتفي فقط بالمشاهدة والتأثر سلبا دون التأثير إيجابا؟
 
صدقوني، الخلل ليس بمن او بما يحيط بنا..الخل بنا نحن، في برمجتنا اللاواعية التي سمحنا لهم بجعلها تسيطر علينا وعلى قراراتنا وحتى على نمط عيشنا..
 
الخلل هو أنا وأنت، أما هم، فقد اشتغلو على تطوير الجانب السلبي لمصلحتهم ماسكين بايديهم آلات التحكم عن بعد ليقينهم التام بأن الثلة المنطوية على نفسها لن تتطور وبالتالي لن تغير شيئا..
 
هناك من اشتغل على ذاته فعلا واجتهد ليكون هو الطفرة الايجابية من جديد،، قد يكون واحدا،، اثنان، أو عشرة فقط،، لكن كلما ترسخت فكرة التغيير بالعقل اللاواعي وازداد اليقين بتحقيقها الا واصبحت واقعا ،،قد يواجه بعض الصعاب أكيد، لكن مبدأ التكرار يحول التمثلات إلى سلوكات وممارسات،،تصنع للطفرات السامة واقعا مخيفا تموت داخله ببطء إلى حد الانقراض..
 
* الكوتش حنان/ كوتشي حياتك السياسية