مدينة الرشيدية تستعد لتشكل مع مجموعة من أقاليم الجنوب الشرقي جهة تمت تسميتها "درعة تافيلالت" و من المنتظر ان تشكل هذه المدينة حاضرة الجهة (أمر لا يهمنا كثيرا لان تنمية الجهة تعني الاهتمام بكل مدنها و قراها و مداشرها). هذا المعطى الجديد يقتضي ان يستفيد مما تم إنجازه و بناء تصور مستقبلي قادر على ان يجعل الجهة قادرة على المنافسة في القيام بدور المساهمة في تنمية الوطن.

هذا الحديث قد يدفع البعض للتفكير بأننا بصدد تقديم يخص مجال الاستثمار الاقتصادي. ليس هذا ما يهمنا في هذه الورقة، بل ما تعرفه المدينة و المنطقة من قحط ثقافي (سبق لنا تناول الموضوع بنفس العنوان) يجعل المرء يتساءل عن سبب كل هذا الإهمال لمجال قد يشكل رافعة حقيقية للتنمية خاصة بالنسبة لجهة تراهن كثيرا على تسويقها كوجهة سياحية. لقد سبق و ان أثرنا الموضوع مع مسؤولي المدينة و اكدنا ان النماذج كثيرة و سردنا منها مدن أصيلة و الصويرة و مراكش و غيرها و انتظرنا ان يتم التفاعل مع هذا الطرح لأهميته او على الأقل فتح حوار لمناقشة فاعليته. 

الرشيدية و عديد من المدن المجاورة لها و المنتمية لما يحضر اليه على انه جهة درعة تافيلالت جعلت من الثقافة و الفن أصغر انشغالاتها و تم التعامل بتجاهل عدد من المشاريع نذكر من بينها:

مشروع لجنة الفيلم بتافيلالت و التي تم تأسيسها بمبادرة من مجموعة من الفاعلين و قدمت مشروعا متكاملا للمسؤولين بكل من أقاليم الرشيدية و ميدلت و تنغير و بوعرفة و كان الرد الوحيد من عامل إقليم بوعرفة لكن إنهاء مهامه على راس الإقليم أوقف المشروع. كما انه تم تقديم نفس المشروع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالرشيدية الا انه رفض لأسباب غير مقنعة. 

المشروع الثاني يخص تنظيم مهرجان دولي للسينما سطرت له أهداف كبرى قد تجعل من المنطقة وجهة أساسية للتصوير السينمائي و إبراز الأوجه الخفية للجمال الذي تتمتع به مدن و قرى درعة و تافيلالت، هذا المشروع بدوره ظل حبيس رفوف الإدارة و لم تتوصل الجهة المنظمة حتى برد رافض للدعم. 

لن نسرد أمثالا عن مشاريع أخرى بل نؤكد على ان الثقافة و الفن ليست شغلا ثانويا بل وجها من وجوه التنمية و واجهة من واجهات التقدم و الرقي بالإنسان و المجال.