تمرد قلبي وعقلي، لقد تمردا علي
من منهما على خطأ ومن منهما على صواب
أ أستظل بنور قلبي الذي لا أعلم متى ينطفئ؟!
أم أسير مع عقلي في طريق ليس له حدود ولا ينتهي؟!!
تمرد القلب على العقل والعقل على القلب
والمؤسف في الأمر تمرُّدُهما عليَّ أنـــــــا
بنبرة حزينة، ونظرة كئيبة, تساءلت الأنا نفسها، مُذْ متى وأنت على هذا الحال؟!!
أجابت: منذ أن تولى الوعي زمام الأمور في دولة قلبي وعقلي
واستسلمت براءة الطفولة وتنحت عن العرش حينها أيقنت أني ملكة والآلام وصيفاتي
والحزن وزيري الأول والدموع جيوشي تحميني
في دولتي، عادة هي انهمار الدموع في العيون كاللآلئ
في مساء جميل على أنغام التمرد تصيح وتستنجد أيا سماء أمطري واسقي قلوبا جرداء
أمطري واسقي قلوبا ظمآى تتوسل القطرات.
أمطري دعيني أشتم عطرك الفواح في كل صباح تشِعُّ فيه الأنوار
أمطري لأنبَعــــِثَ من جديد من رائحتك في ليل تسوده الأفـــــراح....
غير أنَّ الليل أيضا كلُّه أســــرار وأتـــــــراح
وفي سكــــــــونه على النٍّيـــــَامِ يحْـــتَال
وأنا السهران اليقظان لا ينطلي هدوؤه على قلبيَ المُعـْتَـــل
ناجيته علَّــهُ يُنْصِفُني ويحملني بين ذراعيه يُدَفّئني وينسيني
إذْ بِهِ يُدخِلني عوالم التّيـــــهِ وبِحُزنِـــــــــي يُذَكّرنـــــــــــي
فيا أيها الليل, لِمَا فيك الحزن عنوان؟ !!
وللذكريات مكان ولكل أشكال الوجع ألوان !!
نعم فيك يحلو عزف أحلى الأنغام،
وتتلذذ بالتحافك الأبدان، وترجوك المسامع والأذهان،
أن تتستر على الأحلام والأوهام،
فيك تكبر المنى وفيك نبتغي البرهان،
عَلَّ السراب يعود حقيقة، والورد بدون الأشواك أحلى ونصف القمر أبهى في ليل حالك سهران،
لا والله إن الليل ينسى عشاقه في كل فجر والأقسى،
أن كل هذا وحي يوحى لأصحاب الأضغاث،
نعم هي أضغاث أحلام ليس إلا، فمالي أبالي بليل فيه تئن كل الكائنات سويا،
تشكو لك مافعلت بها شمس العشيَّة،
فيا ليل رويدا لا تتحالف أنت والزمن عليّا،
شاب الشعر وشاخ الجلد وبلغنا من الكِبَرِ عُتِيَّا.