نزولا عند رغبة الحاجة و الواقع المعاش , وبعيدا عن الجدال الفلسفي و الخطابات الفكرية و الأكاديمية كان لابد من طرح مجموعة من الأسئلة الحارقة و المركبة باعتبارها – في نضرنا – أكثر أهمية من تحديد الأجوبة التي تحمل في طياتها الاستفزاز الوجداني لإبراز الإشكال الموضوعي من أجل التنبيه و دق جرس المعانات ليقضة الضمير و تقديم الدعم المادي و المعنوي و تقعيد النضال .
إن تحليل الحالة الحاضرة و النضر في عقد من الزمن للاعتقال السياسي وبعيدا عن المثالية يبعث شعور جدي و شخصي للمسؤولية حول انتظارات المعتقلين , تقييم النضال الأمازيغي و مستوى تطلعات الاعتقال السياسي , في الدعم المادي و المعنوي , تدوبل القضية , في مستقبل لما بعد الأسوار السجنية بعد الإفراج , خلفيات الاعتقال ….. فما نعيشه اليوم هو ناتج عن ما دبر في الجهر و الخفاء حول طبيعة و حقيقة الاعتقال , فلسنا بالمجرمين و لا بالإرهابيين , و سيأتي يوم تعرف فيه الأشياء على حقيقتها و اكتشاف هده الحقيقة مرة واحدة عند “انشطاين” غير كافي فهي تشبه تمثال الرخام المنصب وسط الصحراء مهدد بالدفن كل لحظة بعواصف الرمال وما يحافظ عليه هي تلك الأيادي النشيطة الدءوبة التي تنفض عنه الغبار باستمرار . وقت لا معنى فيه للصلح حسب “ايدغارمورال” لارتكاب جرائم عدة و في النية تقديم المزيد.
ان الخطأ في التقدير للاعتقال السياسي و التهاون و استرخاص العمل النضالي و تضحيات الأحرار في الخدمة المشروعة للقضية الأمازيغية و أمام نبل الحقيقة , لتبرير و افتعال لسلوك الجبناء و الانتهازيين و القوميين لم يعد يشفي الغليل ولا يحضى بالقبول , فالكل مدعو للقيام بالدور المنوط إليه من دعم و نضال و العمل على ملف الاعتقال لكشف الحقيقة و رد الاعتبار للشخصية الأمازيغية و الصمود في وجه كل الصعوبات و التحديات و محاربة العواطف العقيمة و الممارسات الشادة.
أمام الحرية المنشودة و أمازيغية فعالة و آلام الأمهات المكلومة نتحصر على الحياة في حكايتها كما تحدث الشاعر الجزائري كمال المسعودي :
المسجون يرجى الحرية بالدقيقة احسب الوقات
بالشهر يحلم بالشهرية ياحليلو مول الوليدات
كبدة الميمة مشوية واش سهرات واش ربات
خلا اماه وحدانية من الحرقة و البكا تعمات
فرصد للمفهوم الحقيقي للاعتقال يتمثل في معانات و آلام الأمهات و العائلة فلا توجد كلمات لوصفها نظرا لقوة حمولتها و شحنتها , ومن أجل طرد هدا الألم نحن نعبر عن دلك بكل قوة و ايمان و اخلاص , فاستشعارنا للغبن و الاحتقار و الاضطهاد نعبر عن معاناتنا لضيق يد الحاجة واتساع حياة الحرمان من مستلزمات يومية الى الحرية, حياة تتسم بالضغط و اليقضة الأمنية , حياة اللا استقرار ….. ولمواجهة الواقع لما فيه من بؤس و تخلف و كل الدعامة المسمومة من توجهات مغرضة وأطماع فردية وكرامة شخصية وحتى لا تنطفئ شعلة الصمود و الحياة ومن أجل تفعيل و أجرأة الميدان , الواجب على كل واحد منا أن يتحمل مسؤوليته امام التاريخ و الالتزام الخلاق لمبدأ الدعم الواجب و النضال المنتضر , لازالة كل الغموض و تحليل الوضع و اختيار الوسائل الأكثر نجاعة و و فعالة و ابتكارها و خلقها بوعي كامل و شعور بالمسؤولية , فالحلم لا يموت وطاقة الأمل لا تفنى مهما حاولوا قمعها و تهميشها و اغتيالها و اعتقالها .