أتأسف على حالك يا أمتي , أبكي على ما ألحقه بإسلامك أعدائك وجهلائك, كيف انتقل دين الرحمة والتسامح إلى دين القتل والتشريد , كيف غيروا السلام الذي يعيش في أركان إسلامك إلى جحيم وصراع يخدم أهواء كل عدو لك , متى صار الإسلام اجتهادات يخلقها من ليس له بالدين الإسلامي الحنيف أي علاقة ,خربتم ديننا و أرعبتم الناس من أحن الأديان, صورتمونا وحوشا فمن يا ترى تخدمون ؟ بالتأكيد ليس الإسلام.
أستغرب لمن خلق فكرك يا داعش كيف ينسب لنفسه الإسلام وزعامة المسلمين وهو قد زور آيات القرآن الكريم ,وشرحها بما يحلو لنفسه فكان كمن اتخذ إلهه هواه أو أعظم من ذلك فإلهه شيطان بكل تأكيد, أستغرب كيف أزلتم بسهولة آيات الحلم والرحمة والتسامح , أتراكم أشد رحمة بالعالمين من نبي الله أشرف الخلق أجمعين, ابحثوا في سيرة النبي الحليم ,أنا متأكدة بأنك لا تعرفون عن نبي الله شيئا البتة وما تعرفونه أسئتم فهمه, حتى مع أشد الناس عداء له فكم دعى لمشركي قريش بالهداية و لم ييأس بالرغم من التلميز والتحقير والسخط والتعنيف , بأن يدعوا قومه إلى دين الهدى بأرق العبارات وأرحمها ,وكان دعائه لهم "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون", كيف عامل أهل مكة يوم الفتح وهو الغالب وهم المغلبون الذين ظلموه وألحقوا به وبأصحابه أشد أنواع العذاب , كيف كان رحيما بقوله"لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء" بهذه السهولة صفح عن أشد الناس عداوة للإسلام , فهو جاء لينشر السلم مع الإسلام.
أستغرب كم آيات نسفتم عن القرآن وهو المحفوظ عن أي تزوير أو نقصان,قرأن الرحمة المليء بالسلام يقول الله جل جلاله في كتابه الكريم "ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين", كيف يا ترى تتجاوزون هذه الآية العظيمة المليئة بالحكمة,والدعوة بالعقل والحجج والمحاورة اللينة ,أأنتم أعلم من الله بعباده ؟؟؟؟,وفي أية كريمة أخرى يقول "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر"فالله عز وجل لم يعطي أمر خلقه وعباده لأحب الخلق إليه وأكملهم خلقا ,فكيف تفوضون أنفسكم في هذا الأمر ,وفي أية أخرى نجده عز وجل يقول بواضح العبارة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" فالإسلام في كل تجلياته وأطواره رحمة في رحمة ,سواء مع المسلمين أو غير المسلمين ,يقول الله في محكم آياته" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ",كلمة عالمين لا تخص المسلمين بل سائر خلق الله .
كيف تدعون الجهاد في سبيل الله وأنتم تجاهدون في سبيل شيطان هواكم, وفي سبيل تدمير الإسلام, أين هي شروط الجهاد التي أمر بها رسول الله ,وهل دعوتم الناس بالحجج والبراهين سنوات طوال حتى تقول بأنه يأسنا من دعوتهم وصار لزاما السيف معهم ؟كيف تناسيتم دعوة الرسول قبل كل غزوة أو معركة وتذكيره لأصحابه بأن "لا تغدروا , ولا تغلوا ,ولا تقتلوا وليدا , أو امرأة ,ولا كبيرا فانيا ,ولا معتصما بصومعة ,ولا تخربوا نخلا ,ولا تقطعوا شجرا ,ولا تهدموا بناء"فأين أنتم من وصية رسول الله الممتلئة بالرحمة.
كم باطلا أنزلتم بدين الله الرحمان الرحيم يا داعش ,ومن نصبك خليفة عن المؤمنين يا "أبا بكر البغدادي" هل بايعك زعمائنا ,هل اتفقنا على أنك أخيرنا والأكثر جدارة لرفع راية الإسلام,والله ما هكذا يعز الإسلام ,إذا أردت أن تعز الإسلام فأظهر للناس خلق الإسلام الحقيقية الممتلئة بمعاني القرآن الكريم ,لا نعرف عنك أدنى معلومة عن حياتك كيف هي ؟ هل تصلي ؟هل تصوم؟هل تحب مصلحة العامة عن مصلحتك الخاصة؟هل أنت مؤمن حقا أم تتخذ رئاء الناس هذا الدين؟والسؤال الحقيقي ما مصلحتك من كل هذا ؟ ولأي جهة تخدم ؟.
تناقلت العديد من المواقع الاجتماعية أخبارا تفيد بأن هذا الرجل هو عميل داخل الموساد الإسرائيلي الأمريكي,وأنه تلقى تكوينا عالي الدقة ليحتل هذا المنصب ,من التكوين العسكري إلى التكوين الخطابي ,ليتقن العمل على كلتا الضفتين ,كما أنا وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "هيلاري كلينتون" وفي كتابها الجديد"خيارات صعبة" ,أثارت موضوع داعش بصفته إحدى المخططات التي أسستها أمريكا لتقسيم الشرق الأوسط ونسف كيان المسلمين ,كل هذا الصراع الديني والمذهبي والعرقي الذي خلق لم يزعزع بعد علاقة الناس بالإسلام ,لكن تشويه صورة الإسلام وإظهاره شبحا قاتلا كفيلا بأن يمنع الكثيرين من التفكير في الدخول إلى الإسلام ,وكفيل بأن يزعزع المسلمين الذين لم يدخل الإيمان بعد إلى قلوبهم بهذا الدين الحنيف.
لا يتجادل اثنان عقلاء في أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" لا علاقة له بالإسلام ,إن كان ما يقومون به حسب إدعائهم بأنه جهاد فليجاهدوا أولا لتحرير ثالث الحرمين الشريفين ,فيحرروا الأقصى فهي جديرة بجهاد ينقذ أطفال فلسطين من العذاب,نحن في مرحة تطورية مهمة على الصعيد العالمي أصبح فيها الجهاد الحقيقي الذي ينفع أي أمة هو الجهاد العلمي والتقني والعمل عى البحوث الفلكية والعلمية,وبناء المدارس والجامعات والمختبرات ,لتطوير أمتنا ,هذا هو الجهاد الحقيقي , لذلك وجب محاربة هذا التنظيم وتوعية الناس والعالم بأن ما يقوم به هؤلاء المخربون يصب في مصلحة تقسيم المسلمين وتخويف الناس من الإسلام ,وزرع الفتنة بين المسلمين والمسحيين العرب وبالتالي إعطاء الفرص لضفة الغربية للاسمتاع بخيرات الدول العربية.