خلال الفترة الأخيرة أثارت عدة مذكرات صادرة عن إدارات مختلفة اهتمام الرأي المحلي بآسفي لما في من غرابة ومن تلك المذكرات :
- مذكرة صادرة عن المجلس العلمي للمدينة ونيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وهي مذكرة اعتبرتها عدة جمعيات حقوقية بالمدينة مذكرة مستفزة، بدعوتها لتنظيم دورة تدريبية في مجال حقوق الإنسان والتربية على المواطنة في موضوع (حقوق الإنسان في الخطاب الشرعي والمواثيق الدولية ) وهي بادرة استحسنتها كل الأطراف بالمجال الحقوقي بالمدينة لما فيها من دعوة للتسامح وسعي لتقريب وجهات النظر بين المتعصبين للخطاب الشرعي و المتشبعين بالثقافة حقوق الإنسان ، خاصة وأن كل طرف منهم يدعي أنه يدافع عن القيم الإنسانية وأنه صاحب قيم كونية تنبذ التمييز بين الناس على أسس عرقية لغوية عقائدية أو جنسية ... لكن ما أثار النقاش وتحفظ بعض الجمعيات ليس هو تنظيم الندوة ، بقدر ما كان شروط المسابقة : إذ اشترطت المذكرة شرطين لقبول المشاركين في الدورة ، وإن بدا الشرط الأول مقبولا ومنطقيا ( موافقة الأباء والأولياء ) مادامت المذكرة موجهة للتلاميذ ومعظمهم قاصرين ، والدورة التدريبية منظمة يوم الأحد وهو يوم خارج أوقات العمل، فإن الشرط الثاني بدا غريبا لكل من اطلع على المذكرة بل فهم منه المحتجون على المذكرة شرطا يضرب في العمق روح قيم حقوق الإنسان القائمة على التسامح ونبذ الإقصاء والتمييز فقد جاء هذا الشرط في المذكرة بهذه الطريقة ( شريطة أن يكون التلاميذ المشاركون مؤمنين ) ورأوا في شرط الإيمان شرطا غريبا خاصة وأن الإيمان مرتبط بالقلب ولا مؤشرات على التحقق منه ، كما فسروا الشرط على أنه تمييز بين التلاميذ ، يوهم الذين لم يقبل طلبهم بالمشاركة في الدورة بأنهم غير مؤمنين ، وبعد اندلاع هذه الضجة خرجت أصوات تدافع عن المذكرة وتتهم المحتجين بعدم فهمهم للمذكرة ، وأن المذكرة كانت واضحة وكل ما أثير سببه عدم فهم الكلمة موضوع النقاش ، وعدم شكلها الشكل الجيد إذ ادعوا أن منطوق المذكرة ( شريطة أن يكون التلاميذ مُؤمّنين= (assurés) وبأنه لاحق لمن لم يدفع واجب التأمين في المشاركة ...
- هذا وكانت مذكرة أخرى قد أثارت حفيظة سكان آسفي وتداولها أبناء المدينة على صفحات التواصل الاجتماعي وهي صادرة عن مندوبية التعاون الوطني في موضوع توزيع شواهد التخرج لسنة 2011- 2012 موجهة إلى مديرات مراكز التربية والتكوين ورؤساء الجمعيات الشريكة تدعو الشركاء للاحتفال بالذكرى الثامنة عشر للمسيرة الخضراء . إذ اتهم كل من اطلع على المذكرة المشرفين عن إصدارها بجهل تاريخ المغرب خاصة وأن الذكرى كتبت بالحروف وبخط واضح مما يبعد فكرة الخطأ المطبعي ، ففي الوقت الذي يحتفل المغاربة بالذكرى 38 يدعو السيد المندوب للاحتفال بالذكرى 18 متجاهلا 20 سنة من تاريخ المغرب وكأن المسيرة لم تكن إلا أواسط التسعينات ولم يقتصر خطؤه على تاريخ المسيرة بل تجاوزه ليخطئ في تاريخ عيد الاستقلال أيضا (انظر المذكرة )
- وهذه الأيام يتم تداول مذكرة أخرى خارجة من حرم الجامعة ، المفروض فيها الدقة في كتابة المذكرات ، بعد أن كتب منسق شعبة العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية إعلانا لطلبة الشعبة يدعوهم فيه للالتزام باستعمالات الزمن المعلنة على السبورة ( كاتبا السبورة بالصاد :الصبورة بدل السبورة) في وقت يحتم الصراع حول لغة التدريس بالمغرب والحديث عن ضعف مستوى التلاميذ والطلبة في اللغة العربية
- كما يتم تداول مذكرة أخرى صادرة عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات يعلن فيها رئيس الغرفة عن تنظيم مباراة للتوظيف يختمها بجملة ( كما أخبركم أنه في حالة فوزكم سيتم استدعاؤكم لاجتياز اختبار شفوي) ، ليفاجأ المرشحون يوم الامتحان الكتابي ببرمجة الامتحان الشفوي في نفس اليوم قبل أن يتم تصحيح الكتابي مما اعتبروه تراجعا عن المذكرة التي تصرح بدعوة الناجحين ( بعد فوزكم ) و ضربا لكل القوانين التي تشير الى أن اجتياز الامتحان الشفوي، لا يكون إلا من نصيب المتبارين الذين تمكنوا من النجاح في الامتحان الكتابي ، وهو ما أحبط المرشحين وولد ليهم إحساسا بأن الامتحانات صورية وشكلية بعدما رشحت أخبار عن كون نتائج الامتحان محسومة سلفا وأن الامتحان شكلي وهو من قبيل در الرماد في العيون .