طرائف منتدى الخبراء والباحثين بدرا تافيلالت لا تعد ولا تحصى، “خبير” وزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني اعترف أمام الجميع بكونه تعلم الرياضيات بالأمازيغية وكانت وراء تميزه في العلوم الرياضية، لكن أمينه من نفس الطينة السياسية وصف حروفها بالشينوية بتاريخ 11 يونيو 2011 في مهرجان خطابي لفعاليات الإصلاح الديمقراطي ورفع خلاله شعار تحدي الاستقالة إن قرء وزير الدولة السابق حرف تفيناغ. ووزير التعليم العالي بجانبه بالمنتدى أكد في وقت مضى أنه اتصل به فرد من قبيلته وهو “بربري” وحدره من تعلم الأمازيغية لأنها لا تصلح إلا للتكلم مع القردة ونتذكر طريقة تعامله مع موت الحسناوي والشهيد عمر خالق، و…الخ ها نحن نحي الذاكرة كما طلبت في مداخلتك سي الوزير.
شجر النخيل يا سي الوزير يرمز حقيقة إلى الصبر والتحمل والعمل والتضحية نعم هذه الأوصاف قد يقبلها منك النخيل المثمر بواحات الجنوب الشرقي، لكن نسيت أن تشير إلى أنه كذلك رمز للتهميش والإقصاء والجفاف والتصحر ويعاني من البيوض و رمز لغياب العدالة المجالية والاجتماعية التي يعاني منها من يسقي هذا النخيل من عرق جبينه لكي يترعرع وتأكل من ثماره ويستقبلك وتنظم بين واحاته منتديات للخبراء ومعرض دولي للتمور، أذكرك أن هناك نوعا آخر من النخيل غير المثمر في صفة إنسان وما أكثرهم بوزارات حكومتكم ويصلح فقط لتزيين الواجهات السياسية وإصدار قرارات استنكرها ورفضها الرجل النخيل المثمر والصبور بدرا تافيلالت الذي يكسب قوت يومه من شدة تقلص وثني عضلات ساعديه صباح مساء، ويشكو من انغراز أشواك النخيل غير المثمر في عيونه وسواعده كلما حاول قطف التمرة التي كد واجتهد من أجل جنيها لسنوات لسد رمقه. ولا يعرف من المخطط الأخضر إلا الاسم.
رجوعا إلى تعلم “الخبير” للرياضيات باللغة الأمازيغية هل هي مستملحة اعتدنا سماع نظيرتها لترطيب الخواطر في مهرجانات خطابية؟، مسألة تطرح سؤال عريض حول مدى صحتها لعدم تحقق شروط التعلم والتواصل البيداغوجي في مثل هذه الوضعيات، نظرا لتباين لغة التواصل والتدريس بين التلميذ الوزير من تافيلالت الذي لا يفهم اللغة الأمازيغية والتلميذ الأستاذ الخبير في علوم الهندسة والرياضيات من كلميمة الذي لا يتحدث العربية فكيف حصل هذا التعلم آنذاك؟ ولغة الإشارات لن تجدي في علوم الرياضيات، أكيد في هذه اللحظات قد داق خلالها الوزير مرارة ما يعاني منه الطفل الأمازيغي في صمت داخلي عميق يعجز عن التعبير عن ذاته وأحاسيسه ويبدع ويتعلم بشكل سليم عندما تطأ قدميه للمرة الأولى الفصل الدراسي وأمامه لسان يتحدث لغة لم يرضعها من ثدي أمه، مما يضطر إلى اتخاد قرار عدم العودة، ولحسن حظ التلميذ الوزير لم يسلخ بالفلقة، وتنطبق عليك مقولة الحاجة أم الاختراع للحصول على التميز من حاملي ثقافة وهوية تنبض قلوبهم بالعطاء والكرم لا بالحقد والاستغلال.
وقولك” درعة الصمود وتافيلالت المقاومة والتاريخ” فيها ما فيها وقراءة ما بين سطورها تبرز الاستهانة والتقليل من قيمة مقاومي ومجاهدي معارك بوكافر وصبيحة يوم الثلاثاء 29 مارس الجاري تم الاحتفال بالذكرى 83 لها، وقبور أبطالها شاهدة عليهم بقمم جبال صاغرو الشامخة وهم من ساهموا في كتابة تاريخ ومجد هذا الوطن بهذه الربوع من المملكة الغالية بدمائهم الزكية وليس بقوافلهم التجارية، فكفى من تمرير مغالطات والاستسئساد بضريح مولاي علي الشريف في مثل هذه اللقاءات المحترمة، احتفظ بها إلى حين وصول وقتها بالمهرجانات الانتخابية فهي على الأبواب لعلك تحصد بها أصوات تافيلالت. أما تحيتك “كل تمازيغت أوتاشلحيت” فآذاننا لها صماء، وعربون مغزى نمط تحيتكم ومحبتكم واضح في مقدمة هذا المقال. أما الاهتمام بالتراث الثقافي والتنوع لا يتم بالإقصاء خلال مداخلات مسؤولة وكلماتها موزونة ولها دلالات هادفة لامحالة وفي منتدى كهذا وأمام خبراء ومثقفين وفعاليات وباحثين بالجهة فللكلمات معنى وقد كون عبارة عن رماح نفاثة للسموم قد تصيب قلوب ومشاعر أناس ذوي مناعة ضعيفة تجاه هويتهم (هل التنوع يقتصر على موسيقى الملحون والتلاوة الفيلالية بدرعة تافيلالت؟).
صحيح ينبغي للجامعة أن تتصالح مع محيطها كما ينبغي على وزراء الحكومة أن يتصالحوا مع اللغة التي علمتهم علوم الرياضيات ومكنتهم من التميز وولوج المعاهد العليا وبوأتهم هذه المكانة في المجتمع اعترافا بالجميل، كما ينبغي عليهم احترام تسمية اللغة باسمها القانوني فهي لغة أمازيغية وليست “الشلحة كما قصدت عمدا” وهي مدسترة فهل اطلعت على الدستور وديباجته وفصله الخامس وكيف لوزير في حكومة لا يعرف أن ينطق بشكل صحيح حتى اسم اللغة الرسمية للدولة فما بالك أن يتعلمها ويتحدث بها، سي كلير ربما رائحة القوانين التنظيمية لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية هي التي تفوح من أفواههم خلال هذا المنتدى، ألح الوزير على أهمية بصم الهوية والثقافة بفضل الديمقراطية التشاركية في صناعة السياسة والقرار العمومي وتتبعه وتنفيذه، لتحقيق ذلك فالأجدر أن تشرف حكومتكم على تنظيم منتديات مثل هاته بأقل من مليار سنتيم صونا للمال العام وفتح نقاش وطني عمومي وعميق حول القوانين التنظيمية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية إذا كان إيمانكم بالمقاربة التشاركية فعلا قويا، لكن اكتفيتم بمقاربة استهزائية بتلقي مذكرات عبر البريد الإلكتروني، وهنا يكمن التناقض بين القول والفعل.
فكيف يمكن أن تتحقق تنمية جهوية عبر مؤسسة درعة تافيلالت للخبراء والباحثين بدون ربط أهدافها بطبيعة القوانين التنظيمية للأمازيغية التي انفردت في صياغتها الحكومة ولم يشارك في إعدادها هؤلاء الخبراء كشركاء حقيقيين والذين يعرفون مكامن الخلل وما تحتاجه الجهة لتحقيق إقلاع تنموي حقيقي بها، وهم تعلموا في دواويرهم أبجديات الكتابة والقراء والحساب تحت أضواء خافتة ” لمبا ن الكاز” وقتلهم الجوع ويطيبون رغيف خبزهم باستعمال “جريد النخل” كما صرح بها الدكتور مولاي ادريس الودغيري النائب الثاني لرئيس المؤسسة، للأسف لم يتغير الكثير من هذا الوضع مما كنتم عانيتم منه ولازالت الأمور على حالها، حيث لازالت الأسر تقطن بالكهوف بإقليم تنغير والتلاميذ ينقلون في شاحنات معادن بمصيسي، و الجوع لازال يفتك بأمعاء التلاميذ بدور الطالب و الأقسام الداخلية، ولازالت الحوامل يضعن حملهن في الطريق العام أو يستشهدن في طريقهن إلى المستشفى الوحيد بالجهة، ولازالت الفتاة القروية تنقطع عن الدراسة بسبب بعد المؤسسات التعليمية عنها ولا زالت…. ولا زال…. واللائحة طويلة…الخ.