رقيـــة ويــدانــي  (باحثة في السياحة و التراث )

تفاعلا مع ما جاء في تغريدة احد الاصدقاء حول اقتراحه إقامة فنادق ضخمة بموقع تيفوناسين من اجل تنمية كلميمة سياحيا.
وفي اطار النقاش العمومي الدائر حول الموضوع ارتأيت ان ادلي بدلوي في الموضوع بحكم تكويني وخبرتي في هذا المجال ذلك ان منطقة كلميمة تتوفر على مؤهلات سياحية كثيرة ومتنوعة، ما يؤهلها ان تصبح المحور السياحي المكمل لمحور مرزوكة وواحات تافيلالت والمنطقة الجبلية في اتجاه املشيل عبر مراكز تاديغوست , املاكو, أسول, ايت هاني ؛هذا فضلا عن كون المنطقة تزخر بموروث ثقافي يتجلى اساسا في غنى فنونها الشعبية ، ومواسمها وأسواقها ،وحرفها التقليدية المختلفة، وتنوع العادات والتقاليد العريقة لساكنتها ومناظرها الطبيعية الخلابة المتنوعة وبمعمارها الاصيل المتمثل في القصور .
لكن رغم كل هذه المؤهلات إلا أن المنطقة لا زالت لم ترق بعد إلى المستوى الذي نطمح إليه جميعا وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى ضعف البنية التحتية ومحدودية التجهيزات السياحية ونقص على مستوى المرافق الترفيهية وتدهور جمالية المدينة في الوقت الذي من المفروض ان تصبح المحور الاساسي لكل تنمية سياحية لموقعها الجغرافي َكحلقة وصل بين السياحة الواحاتية والصحراوية و الجبلية من جهة و لموروثها التاريخي والعمراني والبشري...
و انطلاقا من كل هذا وحسب خبرتي في المجال وباختصار شديد فإن النهوض بقطاع السياحة يستوجب في المرحلة الأولى اعداد برامج دقيقة قابلة لتنزيلها وتنفيذها على ارض الواقع من طرف الجهات المختصة واخص بالذكر الجماعات الترابية بالتنسيق مع ذوي الاختصاص لا براز عناصر الجذب السياحة للمنطقة عبر:
تهيئة المواقع السياحية
*تهيئة المسالك المؤدية للمواقع السياحية
*العمل على تنويع المنتجات السياحية
*القيام على إحياء وتوثيق العادات والتقاليد عبر مواقع إلكترونية تبين للزائر ما تزخر به المنطقة حتى تخلق لذيه الرغبة للمجيء واكتشافها عن قرب.
*خلق مدارات سياحية موضوعاتية معززة بلوحات اشهارية تعريفية وتحسيسية تسهل ولوج السائح الى القصور وإلى الطبيعة...
*إعداد كتيبات حول تاريخ المنطقةوحول مواقعها السياحية
*إحداث متاحف داخل القصور وتثمينها وتوظيفها لاغراض سياحية
- الحفاظ والحد من الحرائق التي بدأت تعرفها الواحات
الحد من تلوث السواقي و احداث مدار مائي عبر السواقي مع لوحات تعرف بعرف السقي داخل الواحة...
إن الواحات اليوم هي نقطة جذب للسياحة الأجنبية والداخلية على السواء حيث اصبح السائح يميل اكثر فأكثر إلى معانقة الطبيعة في ابسط صورها بعيدا كل البعد عن السياحة الكلاسيكية التقليدية التي تعتمد على المدن الكبرى والشواطئ.
لكن في نفس الوقت تعتبر الوحات مناطق هشة و لا تستحمل استثمارات سياحية كبيرة وضخمة التي من شانها ان تأثر سلبا على المنظومة البيئية مما يستدعي اكثر من أي وقت العمل على خلق نوع من التوازن بين متطلبات التنمية السياحية وبين ما توفره المنطقة من مؤهلات وموارد طبيعية وهو الشيء الذي تحذر منه التشريعات البيئية وتوصيات جميع الهيئات التي تعمل على المحافظة على البيئة لضمان التنمية المستدامة المنشودة.
وعليه فان الجاذبية السياحية الأساسية لوجهة كلميمة خاصة و الإقليم عامة تعتمد على الموارد الطبيعية بما فيها الخطارات فدادين النخيل و المنابع ، و البحيرات والوديان و السياحة التي نتوخاها هي السياحة المستدامة التي تراعي في جوهرها الحفاظ على مصدر العيش للساكنة وذلك بإقامة مشاريع استثمارية سياحية ذات طاقة إيوائيه محدودة ومتوسطة من صنف دور الضيافة وماوي مرحلية داخل القصور وفي مناطق مخصصة لاستقبال "zones touristiques" الاستثمارات السياحية بعيدا عن مزارع الواحة وبعيدة عن المنابع وعيون المياه حتى نضمن الاستغلال المعقلن لكل هذه الخيرات.
وابقى رهن الإشارة في هذا المجال في كل ما يخص الإرشادات السياحية العامة وحول الاستثمارات السياحية والقوانين المعمول بها في هذا القطاع و حول القوانين الجديدة التي تنتظر صدور مراسيم التنفيذ , من اجل تقريب المعلومة لابناء كلميمة ولكل الراغبين و المهتمين بالقطاع السياحي عامة .