زايد جرو - تنغير/ جديد انفو
بالمركب الديني والثقافي والإداري للأوقاف والشؤون الإسلامي، نظم المجلس العلمي المحلي بتنغير أمسية دينية يوم السبت 5 ماي الجاري، وذلك في إطار منتدى المضايق والواحات، المنظم في الفترة الممتدة بين 2 و4 ماي 2025
الأمسية من النوع المتفرد، وهي أقوى لحظات المنتدى حيث اجتمعت النساء في لمة متفردة، حول ذكر الله عز وجل، خير ما يكتسب من القربات، وأولى ما ترفع به الدرجات، وأخير أعمال المسلم وأزكاها، وأطهرها وأعلاها، وأشرفها قدراً عند الله تعالى، مجلس نسائي جلل المكان وغشيته الرحمة وحفته الملائكة وأدخل السكينةعلى الحاضرات والحاضرين .
جلسة النساء في ما يصطلح عليه ب 'لفديت' في مشهد مهيب، لا يحس بوقع أثرها الا أهل المكان، والذين عاشوا سنين بين دروب إغرمان والقصبات بتنغير والجنوب الشرقي عموما وهم يسمعون أصوات نسوية جماعية تعلو وتنخفض بذكر الله، في لمة نسوية عموما ما تكون في يوم الجمعة أو في مناسبة دينية او بعد وفاة، او بعد موسم حصاد، وتردد النساء المجتمعات أذكار جماعية بحمد الله، و الثناء عليه والصلاة و السلام على النبي عليه الصلاة و السلام،وهي أيضا قراءات جماعية، وتسابيح حيث تجتمع النساء للتعاون على االذكر فيسهل الحفظ بالترديد الجماعي المتكرر، الأمر الذي يضفى عليها الشرعية وجوازها لمضاعة الأجر وتزكية النفس بالعد بواسطة ' حصا ' صغير، ولها مرجعية روحية قوية بتافيلالت ،وهي من التراث اللامادي الروحي،حيث يعود بك السماع الى محاسبة النفس،وتعود بك الذاكرة في سفر عجيب وإحساس باطني عجيب، الى غياهب الزمن في مجالس الذاكرين، جلساء الله من الفقهاء والأئمة بالزوايا والأضرحة، والى دورها االقوي في حفظ التوازنات الروحية،في بناء الدولة العلوية الشريفة،وتعزيز الثقافة الدينية والحفاظ على الأمن الروحي المغربي منذ القديم.
ادراج اللقاء الديني ضمن فعاليات المنتدى فعل قوي، من جوانب عدة، كونه تراثا محليا جماعيا متأصلا، وموروثا ثقافيا بامتياز، مرتبطا بواحة تودغى من تزكي الى الحارة، الى جانب بعده الزمني الاجتماعي المرتبط بنقل الثقافة عبر التوارث، من جيل لجيل، وربط الماضي بالحاضر، خاصة وأن نساء 'لفديت' في الغالب كبيرات في السن، لتستمر التوازنات الروحية داخل مجتمع ترتبط اواصره بالدين والثقافة والتكافل، وما أحوج شبابنا الى مثل هذه اللقاءات، حفاظا على الموروث الثقافي المغربي الأصيل.
الأمسية تميزت بتكريم أزيد من 300 مشاركة،بحضور عامل إقليم تنغير الذي تابع اللقاء الى جانب رئيس المجلس العلمي المحلي، ومندوب الأوقاف والشؤون الإسلامية، وباشا المدينة، ورئيس المجلس الجماعي،ومنسق اللجنة التنظيمية لمنتدى المضايق والواحات، الى جانب أعضاء وعضوات المجلس العلمي المحلي، لينتهي اللقاء بالدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده.
المستوجبات بعد اللقاء الديني احتشمن لتقديم تصريحات مصورة، لكنهن عبرن عن إعجابهن باللقاء وبالتكريمات حيث أحسسن برد الاعتبار للمرأة بتودغى والإعلاء من شأنها في مجتمع محتشم لم يعرف مثل هذه اللقاءات في السابق، معربات عن شكرهن لعامل الاقليم على حضوره تشريفا للنساء ولحافظات كتاب الله بتودغى، والى رئيس المجلس العلمي المحلي الذي ألفنه في لقاءات دينية متعددة سابقة ولسنوات.
تفاصيل أوفى بالصور والفيديو:























