زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

قطار الصحراء انطلق منذ العهد الاستعماري من مدينة وجدة ، مرورا بجرادة الى المحطة النهائية ببوعرفة ،بسرعة لا هي بوراقية ولا هي من الدرجة الرابعة سابقا ، بمسير سحري بين  غرائب الصحراء واشواكها  ورعاتها وإبلها وهدوئها المميز.

قطار الحياة عبر الصحراء توقف ببوعرفة، ولم يكتب له الوصول الى درعة تافيلالت لاعتبارات عدة ،قد يكون أهمها قصور إدراك الأهمية السياحية في الربط بين الشرق وجنوبه ،رغم المناداة المدنية والجمعوية  بشق الطريق لسهولة المعابر حيث الأرض طوعت نفسها جيولوجيا بدون جبال عالية  او وديان عريضة يمكن ان تشكل عائقا لانجاز المشروع حسب رؤيتي البسيطة.

اللقاء الجهوي التشاوري الذي انعقد في 11 دجنبر الجاري بقاعة مجلس الجهة ،تحضيرا للمناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة في نسختها الثانية، والتي ستعقد بمدينة طنجة ابتداء من يوم غد الجمعة  20 دجنبر  الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده ، تم  طرح فيه أسئلة وجيهة حول المفهوم الواسع للجهوية المتقدمة ،والترويج السياحي الذي يمكن برمجته من أجل صناعة سياحية مستدامة ،حيث تم الوقوف على النقل الجوي والقطار الذي لا يجب أن يتوقف ببوعرفة لاكتشاف الفيگيگيات  برموزهن وثقافتهن بالقصور والقصبات على حد تعبير الباحث والمفكر محمد عابد الجابري رحمة الله علية.

النقاش لم يدم طويلا بمجلس جهة درعة تافيلالت بالرشيدية لضيق الوقت مقارنة مع حجم الأسئلة المحرقة حول التنمية بالجهة ،ولكن  الأثر والإشارات واسعة وواضحة والترميز لا  يحتاج لفك شفراته، مادامت هناك ارادة من المسؤولين لتوسيع النقل وفك العزلة عن الجهة بدءا من توسيع النقل الجوي والطريق عبر تيزي نتلغمت التي كانت تبدو من المستحيلالت.. والامر ليس بالهين على الرجال المسؤولين الجهويين اذا ناضلوا ووقفوا من اجل هذا الخط السككي ولو مرة في الشهر لحمل الحلم من الشرق المغربي نحو جنوبه ومن جنوبه نحو مشرقه للقواسم المشترك التاريخية بين الجهنين.

غدا يبدأ اللقاء الموسع ،والأمل ان تكون مداخلات جهة درعة تافيلالت ثقيلة بثقل همومها وثقل تكوين المسؤولين بها لايصال مقهوم الجهوية المتقدمة بدلا من الجهة الموسعة جغرافيا ،وكنا نود حضور بعض الإعلاميين من الجهة لنقل ما يدور وتشريف الذين حضروا بنقل مداخلاتهم وتصريحاتهم لكن ' ما عليهش ' ربما الأمور التنظيمية قد لا تتطلب ذلك ،  وفي انتظار جديد اللقاء  نستمتع  ولو قليلا بالفيديو التالي.