زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
منطقة لمعيدر في شهر دجنبر من السنة الجارية بجهة درعة تافيلالت ،وبمركز سيدي علي الحدودي بعد التساقطات المطرية الأخيرة يستهويك الفضاء الشاسع بالاخضرار، بعد سنوات عجاف من القحط دون سنابل لا خضراء ولا صفراء ،بعد معاناة طويلة من التغيرات المناخية وشح التساقطات و نقص حاد في مياه الشرب .
تحولت المنطقة بقوة قادر على بعث واحياء الموتى بعد تقلبات جوية رحيمة لم يشهد لها المكان مثيلا منذ سنوات حيث تحول المكان من موت لحياة طبيعية فريدة .
سيدي علي ملتقى أقاليم ثلاثة بجهة درعة تافيلالت : الطريق الآتية من ألنيف ،والطريق غير المعبدة الآتية من الطاوس ومرزوكة ، والطريق المؤدية الى زاكورة ، المكان مركز لعناق وديان ثلاثة: كل جاء من موطن بعيد يجمع قطرات الرحمة جارفا خصوبة التربة لتتآلف جميعها ،وتتعانق وتتشابك بأرض الميعاد سيدي علي ..وكأنهم ضربوا موعدا للقاء والعناق بأرض ' تزلافين نطعام' التي تشتهر بها المنطقة جودا وكرما لكل العابرين ،كل يحمل معه زاد الخير ،وحقائب سفر مليئة بجواهر المياه ..هذا الوادي آت من طاوس ايت خباش الأصيلة وذاك من تافراوت والرملية من ذات القبيلة وأخرى من ايت اعزى العزيزة من النيف ،ومصيصي وفزو وتزارين وحصيا ، وأخرى مسافرة من أعالي جبال مملكة املشيل السعيدة ...كلها حلت بسيدي علي لآداء فريضة الزيارة إخلاصا لساكنة المكان ..تحط الرحال لتهدي حمولة الزاد لساكنة سيدي علي، وتهدي القربان لها من اجل قبول عطاياها... تعرض الخير ولا طالبة غير قبول الاستقرار ولو لحين بالمكان ،قبل ان ترحل لجيران نكروا حقوق الجار و العشرة سنين طويلة في غياهب زمن سحيق.
الطرق التي تمر عبر سيدي علي من الواجب تعبيدها لتقليص الفوارق المجالية ،ولسياحية ايكولوجية مستدامة ،طبيعة لم تدنسها بعد ايادي الحداثة ،ومازالت على فطرتها كما هو الانسان هناك ،كرما واخلاقا ولا على اللسان غير الحمد والشكر..
المكان تحول للرعي وهاجر اليه العديد من مربي الابل التي لم تعد بطونها ضامرة عجيفة ،وتبدو لك من بعيد وكأنها ' حامل' جميعها ولا تفرق بين النوق والإبل حيث البطون ممتلئة ومكتنزة .والجمال بنفسها استغربت من هذا الكلأ الطري والعشب الغض بعدما ألفت نباتات شوكية أدمت شفاهها العلوية الصلبة .
كما تعرف المنطقة توافد رعاة من الشرق ومن الغرب ومن الوسط ومربي النحل الذي كثرت حركته وطيرانه وازيزه بشكل غريب، يتحرك بسرعة فائقة من اليمين لليسار، لتحت ولفوق وكأنه يرقص لحمل الزاد للخلية ليعود من جديد و لم يصدق ولم يستوعب بعد ان العطاء حقيقة وليس حلما وأن هذه النعمة مستقرة لحين. والطيور بالأشكال والألون تستهوي العين وكل المارين بهذا الفضاء .. وهي دعوة لكل السياح المغامرين من اجل استكشاف منطقة ولا أجمل ولاأروع منها بعيدا عن مكر الحداثة وخبث شر البرية.
كامل الشكر للاعلامي سعيد وعشى الذي خص المكان بزيارة هذه العطلة ونقل مشاهد لم تخطر للانس ولا للجن على بال، وهو المكان الذي يصعب على الإعلام وصوله الا من كان ذا هوس بنقل المستجد ،وتحية لساكنة سيدي علي ولعائلة اويحيى التي ترحب كعادتها بكل خطوة إعلامية تكشف جمال الفضاء من اجل سياحة مستدامة.
تفاصيل أوفى بالفيديو: