جديد أنفو - زايدة / متابعة ( الصور بعدسة: اسماعيل باكي )
احتضن مركز تكوين وتقوية قدرات الشباب بزايدة بإقليم ميدلت مساء الإثنين 19 غشت الجاري، ندوة صحفية في موضوع "أخر مستجدات القضية الوطنية"، بتأطير من أعضاء في المنظمة المغربية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وذلك في إطار انشطة النسخة الثانية لمهرجان السلام والتسامح لمغاربة العالم الذي تحتضنه زايدة في الفترة الممتدة من 19 الى 21 غشت 2024.
في كلمة افتتاحية للندوة الصحفية قال رئيس الفرعية الإقليمية للمنظمة بميدلت السيد حمو هادي ان من أهداف تأسيس الفرع الاقليمي للمنظمة المغربية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية بميدلت الحديث التأسيس، الدفاع عن القضايا الوطنية على المستويات المحلية والجهوية.
واشار ان تنظيم هذه الندوة يأتي في سياق التطورات والانتصارات الديبلوماسية المستمرة التي تحققها المملكة المغربية في ملف قضية الصحراء المغربية، نظرا لتظافر مختلف الجهود الديبلوماسية الرسمية والموازية خصوصا من طرف أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وفي المداخلة الأولى لهذه الندوة قال المنسق العام الوطني للمنظمة المغربية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية السيد عبد الكريم حسو، ان السياق الذي تنظم فيه هذه الندوة الصحفية يستدعي الاحتفال بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج باعتبارهم سفراء للمملكة المغربية في كل بقاع العالم ويمثلون بلدهم المغرب بقيمهم وأخلاقهم العالية في كل المجالات.
وعلاقة بموضوع الندوة الصحفية قال المنسق العام للمنظمة ان قضية الصحراء المغربية عرفت في السنوات الأخيرة عدة تطورات ايجابية على الصعيد الدولي، بفضل العناية الملكية وتظافر مختلف الجهود الدبلوماسية الرسمية والموازية وبفضل الدعم الشعبي الدائم والمستمر والتي أسفرت عن تحقيق العديد من الانتصارات والمكاسب الدبلوماسية في مسار القضية الوطنية ، والتي كان أبرزها قرار الولايات المتحدة الامريكية بالاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء.
وأضاف السيد وحسو أن هذا الاعتراف شكل دعما لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، بالإضافة الى تغيير مواقف العديد من الدول الوازنة في أوروبا، و دعمها لمقترح الحكم الذاتي، بالموازاة مع سحب عديد من دول الاتحاد الأفريقي ودول امريكا اللاتينية اعترافها بالجمهورية الوهمية، وتوج ذلك بالتطور الإيجابي لقرارات مجلس الأمن وخاصة القرار الأخير عدد 2703.
وأشار ذات المتحدث ان السياسة الخارجية المغربية حققت في السنوات الاخيرة عدة انتصارات دبلوماسية مهمة، توجت بفتح عدد من القنصليات الاجنبية بالأقاليم الجنوبية بكل من العيون والداخلة.
واكد السيد احسو ان كل هذه الجهود المبذولة والمكتسبات التي حققتها بلادنا اليوم تفرض على الجميع بذل المزيد من الجهود وحشد المزيد من الدعم لقضيتنا الوطنية ، من أجل ترصيد المكتسبات، وتفويت الفرصة على أعداء الوحدة الوطنية ، وهذا يتطلب ضرورة تعزيز التنسيق بين جميع الأطراف الاقتصاديين و الاجتماعيين والفاعلين الحكوميين والسياسيين والمدنيين ، والتخطيط الجيد لبناء موقف منسجم و مناصر ومؤيد لفائدة القضية الوطنية ، يهدف الى ترصيد المكاسب وتعزيز الانتصارات الدبلوماسية.
مذكرا في ختام مداخلته بمقتطف من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة : "ذلك أن قضية الصحراء ليست فقط مسؤولية ملك البلاد، وإنما هي أيضا قضية الجميع : مؤسسات الدولة والبرلمان، والمجالس المنتخبة، وكافة الفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية، وهيئات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، وجميع المواطنين. وهنا يجب التذكير، مرة أخرى، بأن مصدر قوتنا في الدفاع عن صحرائنا، يكمن في إجماع كل مكونات الشعب المغربي حول مقدساته."
وفي مداخلة ثانية بالندوة قارب الأستاذ الباحث في التاريخ والتراث الثقافي وعضو المنظمة السيد علي المعزاوي موضوع "إشكالية الحدود بين الجزائر والمغرب ابتداء من معركة إيسلي الى حرب الرمال" .
حيث قدم في معرض مداخلته كرونولوجيا تاريخية عن قيام الدولة المغربية انطلاقا من المرابطون ثم الموحدون تم المرينيين والسعديين وصولا الى الدولة العلوية الشريفة، مع ابراز امتداداتها الجغرافية. وذكر ان الجزائر كانت جزءا من الدولة المغربية في عهد المرابطين والموحدين، إلى ان تم إخضاعها للدولة العثمانية والذي باعتها لفرنسا سنة 1830 .
وابرز ان جذور النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يعود الى معركة إيسلي سنة 1844، التي خاضها المغرب تضامنا مع الجزائر التي كانت آنذاك محط أطماع أجنبية مختلفة، مجسدا بذلك إيمانه القوي والدائم بوحدة المصير المغاربي.
وذكر الأستاذ المحاضر بمعاهدة "واد راس" الشهيرة عام 1860، التي فرضت فيها إسبانيا شروطا قاسية على المغرب والتي يعتبرها مؤرخون بداية مهّدت للأطماع الاستعمارية الأوروبية بالمغرب والتي انتهت بتوقيع معاهدة الحماية سنة 1912.
وبعد 45 سنة من الاستعمار الفرنسي للمغرب يضيف ذات المتحدث نال المغرب استقلاله من فرنسا سنة 1956، لتقترح فرنسا على المغرب بدء مفاوضات لحل الإشكال الحدودي بين المغرب والجزائر والتي بموجبها يسترجع المغرب ما اقتطع من صحرائه الشرقية مقابل توقف المغرب عن دعم حركة التحرير الجزائرية، لكن الملك محمد الخامس، رفض حينها العرض الفرنسي، مؤكدا أن المشكل الحدودي سيحل مع السلطات الجزائرية بعد استقلال الجزائر عن فرنسا.
ليتحدث بعدها الأستاذ المعزاوي عن الاتفاق الذي وقعه الملك الحسن الثاني مع فرحات عباس، رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، سنة 1961 والذي بموجبه يعترف بوجود مشكل حدودي بين البلدين، وينص على ضرورة بدء المفاوضات لحله مباشرة عند استقلال الجزائر.
لكن بمجرد حصول الجزائر عن الاستقلال سنة 1962 تنصل الرئيس بن بلة من الاتفاق الموقع بين المغرب و الحكومة الجزائرية المؤقتة بشأن وضع الحدود بين البلدين الذي خلقه الاستعمار الفرنسي، وهو ما أدى إلى اندلاع الحرب المعروفة بحرب الرمال سنة 1963 والتي استمرت لأيام معدودة قبل أن تتوقف المعارك في 5 نونبر من سنة 1963، حيث نجحت جهود جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية في توقيع اتفاق نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير 1964.
وختم مداخلته بحدث تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء عام 1975، التي شارك فيها نحو 350 ألف شخص دخلوا إلى مناطق الصحراء المغربية، منهيا بذلك وجود الاستعمار الإسباني في المنطقة.
وفي نهاية اشغال الندوة تم فتح نقاش مستفيض في الموضوع بتسير من الاستاذة فاطمة الدحماني .