جديد انفو ـ تنغير / متابعة

نظمت مدرسة المضايق الابتدائية بتنغير بالتنسيق مع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض فرع إقليم تنغير  يوم الاربعاء 17 يوليوز من السنة الجارية حفل تقديم حصيلة الكربون Bilan Carbone برسم 2023-2024 والذي تم إعداده بالتعاون بين المؤسسة والجمعية كأول عمل من هذا النوع ينجز على الصعيد الوطني وفق المعايير والمواصفات المعتمدة وطنيا ودوليا بهذا الخصوص.

 ويأتي هذا العمل في سياق انشغال العالم بالمخاطر والتهديدات المناخية والبيئية وتماشيا مع التزامات ومساهمات بلادنا الجدية والمتقدمة على المستوى الدولي في مجابهتها وجهودها الوطنية المقدرة بهذا الخصوص على المستويات المؤسساتية والتشريعية والإجرائية، كما يأتي اعتبارا للدور المحوري لمنظومة التربية والتكوين في إقرار التغيير المنشود ولريادة المقاربة التربوية وراهنتيها في مجابهة هذه المخاطر والتكيف معها. ويندرج مؤسساتيا في إطار جهود منظمة التربية والتكوين ببلادنا والتي يؤطرها القانون الإطار 51-17 والرؤية الاستراتيجية في أفق 2030.

 إخراج هذا العمل تم بجهد جماعي تشاركي في إطار لجنة قيادة تم تشكيلها من رئيس المؤسسة كمشرف عام ومجموعة من أساتذتها ورئيس الجمعية ومجموعة من أعضاء مكتبها والأستاذ احمد صدقي عضو الجمعية الذي وضع مقترح مشروع حصيلة الكربون بالمؤسسات التعليمية وواكب تأطيره: Bilan Carbone aux établissements scolaires: PBCES.

مقترح تم وضعه على أساس معايير ومواصفات وطرق معمول بها دوليا وعلى أساس قواعد ومعطيات وطنية منها الخاصة بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وأخرى دولية منها الخاصة ب ADEME الفرنسية. هذا وقد تم العمل على تكييف الطريقة المعتمدة مع شروط السياق التربوي من جهة وظروف المؤسسة التعليمية الوطنية من جهة ثانية.

كما تم عقد سلسلة لقاءات خلال الفترة الممتدة من 06 ابريل 2024 إلى17 يوليوز 2024 لتنزيل الخطة المبرمجة في خمس مراحل:

1) مرحلة الانطلاقة والتحسيس:( lancement et sensibilisation) .

وهي مخصصة لتحسيس كل الأطراف المعنية بأهمية الخوض في المشروع ومبادئ وقواعد خطة العمل مع تحضير أسس التخطيط للإنـجاز ومنها التحليل البيئي Analyse environnementale مع تقديم دليل عملي بهذا الخصوص وأيضا التعريف بأهداف المشروع وصياغتها إجرائيا.

هذه المرحلة ركزت في البداية على تحسيس المتعلمين بالموضوع وأيضا أطر وباقي مكونات المجتمع المدرسي بالمؤسسة، حيث تم تنظيم حصص تحسيسية بهذا الخصوص. كما تم خلال نفس المرحلة تشكيل لجنة القيادة لتتبع ومواكبة المشروع.

2) مرحلة تعريف وتحديد محيط تطبيق المشروع: 

خلال هذه المرحلة وبعد تقديم توضيحات بخصوص محيط ومجال حساب حصيلة الكربون وباعتماد مقاربة تشاركية تم التداول بخصوص مجالات الاشتغال، ليستقر الرأي على تحديد المؤسسة -مدرسة المضايق- بأكملها كمجال تنظيمي Organisationnel للاشتغال وتحديد النطاقات الثلاثة كاملة (Scopes :1+2+3) كمجال عملياتي Opérationnel من أجل حساب هذه الحصيلة.

وخلال مجريات الورشة، تم تقديم مجموعة من المفاهيم المفتاح المرتبطة بمشروع حصيلة الكربون والتي يجب على الجميع استيعابها من أجل فهم فكرة المشروع من مراحل تنزيله وصولا إلى الأهداف المرجوة منه.

3) مرحلة جمع ومعالجة المعطيات:

تم خلالها جمع كل المعطيات الخاصة بالأنشطة والمواد والخدمات على مستوى المؤسسة (مجال التطبيق) مع تحديد معاملات الانبعاث Facteurs d'émissions الخاصة بكل فئة وصنف.

وبعد ذلك تم تطبيق هذه المعاملات على معطيات المؤسسة لحساب كميات الانبعاث الجزئية والإجمالية (وتجدون رفقته موجزا إحصائيا للحصيلة النهائية وتفاصيلها).

4) مرحلة حساب حصيلة الكربون وتحليلها:

في هذه المرحلة تم حساب حصيلة الكربون وتحليلها، حيث تم إقرار خطة العمل لخفض الانبعاثات وهي خطة شملت ثلاثة جوانب، جانب الطاقة الكهربائية، جانب التنقلات وجانب استهلاك الورق وتدبير الفضلات، وأيضا تدبير المقتنيات والمنقولات.

 وتقرر معه المشاركة في برنامج تعويض ومكافأة الانبعاثات الغازية الذي تسهر عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وذلك باقتناء كوطات تعويضية مساهمة في مشاريع خفض وقبر غازات الانحباس الحراري.

5) مرحلة تقديم وإعلان الحصيلة:

 بمناسبة حفل نهاية السنة الدراسية والذي استدعيت له كل الأطراف المشاركة ومكونات المجتمع المدرسي، تم تقديم حصيلة الكربون على شرف الحاضرات والحاضرين وضيوف المؤسسة.

وقد تميز هذا الحفل، بلمسات الإبداع التربوي الفني والمسرحي حيث قدمت ثلة من المتعلمات والمتعلمين المتفوقين بتأطير من الأطر التربوية، عرضا مسرحيا بيئيا اختتم برفعهم ليافطة حصيلة الكربون راسمين بذلك لوحة نسجتها خيوط تربوية فنية وتحسيسية بيئية برمج لها أن تكون معبرة وموجزة لهذا العمل ونتائجه.

في الختام، وإذ يتم إعلان هذه النتائج فإن المؤسسة والجمعية والأطر المواكبة للمشروع تبقى رهن إشارة الجميع لتعميم هذه التجربة والمزيد من صقلها خدمة للصالح العام ولمنظومتنا التربوية وارتقاء بوظائف المؤسسة التعليمية ومساهمة في جهود بلادنا بهذا الخصوص على المستوى الداخلي والخارجي والتي يرعاها صاحب الجلالة حفظه الله."