زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

 'دخل الصالير، خرج الصالير' . باح الله كريم... الموظفون والأجراء يقتاتون من نفقات الدولة ينتظرون رأس الشهر ويعيشون ما تبقى منه على الكفاف وبرودة الجيب، فينشب اللغط القوي بين أفراد الأسرة على متطلبات لعواشر...

الموظف يفكر في ضرورة اقتناء ' كبش ' العيد بمواصفات أقل ثمنا، وربة البيت لا يهم الثمن، المهم أن يكون ' الكبش ' بمواصفات أيضا ، منتصب القامة يمشي مرفوع الهامة  يمشي ،لا يحتشم + حركي + قوي+ تظهر فحولته من الخلف  وتتحرك ذات اليمين وتنفلب ذات اليسار ولو لحركة بسيطة ' راكم عارفين بلا ما نفصلو ' ويجب أن ‘يبعبع‘ في مدخل الباب ويكسر صوته بنايات الجيران وان يكون الصوت جهوري أجش مع بحة مقبولة وعينين منتفختين ليكون حديث الجارة رقية وشمس الضحى وأسيل .. وأخريات حول ذاك الكبش سواء بقرنين او فرطاس بقرنين صغيرين من فصيلة الدمان عندنا أهل درعة تافيلالت ....مواصفات تحتاج نجارا بارعا ليصنع الحولي المخيال... أما ' حولي' سبانيا المسكين لا حظ له في الحديث رغم انتمائه لأرض يحلم بها جميع الشباب والأفارقة وارض كرة القدم العالمية ويا للعجب كل شيء وارد من إسبانيا فهو مقبول وجميل إلا 'فرطاسهم' فجسمه ‘ مبلبط ‘ مدور يتدحرج في تنقله يشبه وجهه وجه الكثير من البشرعندنا ،ودققوا النظر في هذه الأكباش لا محالة ستجدون الشبه بينها وبين الكثير ممن تعرفون من الأصدقاء والمقربين  والمسؤولين و' إمخارن ' باعة الأكباش أنفسهم  ... محتشم خجول لا تكاد تفرق بينه وبين ' لخروفة والنعجة ' إلا إذا قلبته على ظهره حين يشوش  الشك على اليقين .. تنظر إليه وتنكسر عينه وكأنه يتوسل إاليك والله إداوي الحال وصافي.

الأطفال كثر لغطهم والعطلة تطرق الأبواب... و‘الحزقة‘ بالمفهوم المتداول ولغة ' الطنز ' و'الأورجو' ستبدأ من الأسبوع المقبل والحركات التسخينية انطلقت  والشجار بدأت أشواطه من الآن و الحوالة المقبلة ستكون بداية شهر غشت شهرين متتابعين تذكر بعقوبة من أكل يوما في رمضان عمدا ولم يصمه إيمانا واحتسابا. الأبناك يجب أن ‘تملس‘ بالطين كل الكيشيات لينقطع حبل الأمل على الذين كانوا يزورونه مرة في الشهر، ويجب أن يتغير سؤال الكلمات المتقاطعة ‘ مؤسسة تتكون من ثلاثة أحرف يزورها الموظفون مرة في الشهر ليكون الجواب ‘بنك‘، وتُغير بسؤال ‘مؤسسة سيزورها الموظفون بعد شهرين تقريبا. ...

الفقر حال الأجراء،الذين لا دخل لهم  ولا على راتبهم  وصحتهم غير العلة والتأسف، فكيف سيقضون ما تبقى من الأيام بعد أن واجهوا في الأسواق جشع الكسابين الذين لا يأخذون ما أحل الله ويدمرون  بقصد أو غير قصد الشعيرة الدينية التي بدأت ترهق الجميع ،وإذا لم تتدخل الدولة والمؤسسات الدينية مستقبلا لحمايتها كما تحمي الزوايا لدورها التاريخي والقيمي والديني والوطني الأكيد أن الفقر سيقتلها مستقبلا وأن الزمان سيأتي عليها كما قيل لأحد النقاد في استجواب صحفي : كيف نقتل هذه اللغة ،أجاب اتركوها للزمان يقتلها ببطء  سيصعد جيل جديد لن يتقنها وستموت حتما ..نفس القياس ان لم تتم حماية الشعيرة بالصرامة مع الكسابة ستموت مع الجيل القادم الذي بدأ يكره حتى سماع عيد الاضحى الذي خلق التوتر بين أفراد الاسرة. ...

أيها الأجير الكريم : الكيشيات غا ‘يتملسو ' ما عليك إلا الصبر وإغلاق الأذنين لتجنب الرد على اللغط ومن حين لحين لا بأس أن تمد يدك لصديق عزيز غير عنيد وبينك وبينه فقط والذي يستطبع مسح دمعكك بأصبعه ويشد يدك لحظة انكسارك ولسانه غير طويل  وأنتم أدرى بأصحاب الألسنة الطويلة والسراويل والقيم الهابطة وصفر مسؤولية  وجه معك ووجه مع الآخرين والأكيد أنكم تعرفون جيدا من هم.. المقربون وأصدقاء العمل الانتهازيين و ‘الفنيانين  ‘  أوزيد وزيد فاجتنبوهم لعلكم تفلحون.