محمد العزاوي 

تورزة… حين يكتب الشباب سياسة السياحة بأيديهم في منطقة النيف.

في قرية صغيرة على السفوح الجنوبية بين تنغير والنيف، صنع شاب عصامي نموذجاً جديداً للسياحة المغربية. مطعم بسيط، وصفات محلية وعصرية، لكنه تحوّل إلى وجهة للسياحة الداخلية والخارجية. هذا ليس مجرد مشروع فردي، بل إعلان سياسي بأن الشباب قادر على تحويل أبسط الإمكانيات إلى صناعة سياحية واعدة، إذا وجد الدعم الحقيقي.  

 

القسوس، كما يُعرف محلياً، لم يهاجر ليخدم الأوروبي في الخارج، بل جعل الأوروبي يأتي إلى عقر داره ليذوق طعامه ويعيش تجربة المكان. هذه التجربة تختصر ما يجب أن يكون سياسة عامة: دعم مبادرات الشباب المبدع، لا مشاريع وهمية تُمنح بلا جدوى.  

 

الدولة مطالَبة اليوم بأن تعتبر هذه النماذج جزءاً من استراتيجيتها التنموية، لأن الاستثمار في شباب مثل القسوس وغيره من شباب المنطقة هو استثمار في تثبيت الناس في أرضهم، في خلق فرص شغل، وفي بناء سياحة بديلة تُنقذ الجنوب الشرقي من الهجرة والفلاحة المعاشية.  

 

إنها تجربة صغيرة، لكنها تحمل رسالة كبيرة: التنمية الحقيقية تبدأ من دعم الشباب الذي يملك الإرادة، لا من توزيع شعارات فارغة.