محمد زروال - جديد أنفو / متابعة

فنانون أصيلون، فطريون، أبناء البلد، صانعو الفرجة الماتعة، يرحلون تباعا في صمت، لا تعزية من المركز، وزارة ومعهدا، ولا نعيا في إذاعاتنا العمومية والخاصة، ولا منشورات فايسبوكية، تسرد خصالهم، وتتقاسم صورهم وتجاربهم في الحياة والفن وساحات الفرجة التقليدية.
 
قبل أسابيع رحل عسو إقلي، وغاب مولاي مبارك، ومعه موحى أخلا، قليلون من تذكروا حجم الفرح الذي زرعه هؤلاء في الدواوير وإغرمان، في الجبل والصحراء والسهول، والتفتوا إليهم بدعاء جاف، ومنهم من اكتفى بالضغط على زر " أحب" أو " دمعة" لمنشور ينعي أحدهم.
 
قبل أسبوع وفي نفس المجال الذي أنجب الأسماء الفنية المذكورة ،أقصد أعالي زيز وبالضبط دوار "أيت علي وسو" بجماعة أيت يحيى، غاب نجم أخر، للأسف لم ينعه إلا ابنه في منشور فايسبوكي لم يشر فيه إلى تجربته الفنية.
 
يتعلق الأمر بعثمان أزايد المشهور فنيا" بعثمان أقيزا " المزداد سنة 1948 وهو أحد أمهر العازفين على " أغانيم" بالأطلس الكبير الشرقي الذي وافته المنية يوم الأحد 9 يوليوز 2023، بمنزله بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج.
 
رحل بوغانيم وترك كسوته يتيمة ملفوفة في حقيبته، و" أغانيم" نايه الأنيق والمزين حزينا.
 
من ينعيك يا عثمان بعدما جالت أقدامك، ونغمات "أغانيم"ك فضاءات الفرجة هنا وهناك.
 
أربعون سنة وزيادة وأنت تنشر الفرح والبهجة، ولم تتكلف الوزارة الوصية بنعي مختصر في موقعها الإلكتروني، وأنت ضمن المستفيدين من "بطاقة فنان" التي تؤكد وجودك في بياناتها الإحصائية، عثمان أقيزا من الأسماء الحاضرة في منصة اليوتوب رفقة شعراء أيت يحيى المشهورين، وفي مقدمتهم الشاعر حمو خلا، الذي لم يفوت الفرصة لتقديم العزاء لأبناء الراحل، بينما غابت أسماء أخرى فنية شاركت الراحل جزءا هاما من تحربته الفنية عن هذه الطقوس. عشرات الجمعيات والشخصيات السياسية كانت تستفيد من خدمات فرقة بوغانيم، ولا علم لها ربما بوفاته.
 
رحل عثمان وفي قلبه غصة جراء الإقصاء، والتهميش، وهو الذي ترك أبناء متصالحين مع ذواتهم، وثقافتهم حتى أن أحدهم يعزف على المزمار، وله شهرة في أعالي واد زيز.
 
(الصور من أرشيف الراحل).