يوسف بن عمر - جديد انفو / متابعة

أصبحت نتائج امتحانات البكالوريا بالنيف في الآونة الأخيرة لا ترقى إلى مستوى التطلعات، ولم تعد تشكل كما عهدنا مصدر فخر للآباء والأساتذة والإدارة التربوية على حد سواء. هذه السنة لم تتعد نسبة النجاح في ثانوية محمد السادس بالنيف 52%، حيث نجح 154 مترشح من أصل 296 في الدورة العادية. الغريب أن التميز شبه غائب في هذه النتائج باعتبار أن ميزة "حسن جدا" لم يتحصل عليها أحد، فيما ميزة "حسن" شكلت 8% من الناجحين، بينما كانت ميزة "مستحسن" من نصيب 30% من الناجحين فقط، لتبقى ميزة "مقبول" هي الطاغية بنسبة 61%. وبمقارنة هذه النتائج مع نسب النجاح على الصعيد الجهوي 62% والوطني 59,74% تبقى نتائج النيف جد متواضعة.

الأمر طبعا يحتاج إلى دراسة علمية رزينة للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع لاسيما أن منطقة النيف كانت دائما منبت التميز وفرخت أطرا ذاع صيتهم في الوطن وخارجه.

هناك طبعا أسباب عامة مرتبطة بالسياق الوطني وهي أسباب موضوعية ساهمت في تقهقر النتائج نذكر منها:

- تداعيات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على مستوى التحصيل الدراسي، خصوصا أن الفوج الحالي من المترشحين للبكالوريا هم ضحايا للتعليم عن بعد أو التعليم بالتناوب عندما كانوا في المستويات الأولى للتعليم التأهيلي.

 - التغيير الذي شاب طريقة التقويم والتي أحدثت ارتباكا لدى الممتحنين.

كل ذلك لا يخفي وجود أسباب خاصة بالمنطقة تفسر ما آلت إليه الاوضاع التعليمية بها. وأطرح هنا بعض الفرضيات التي تحتاج إلى التأمل والدراسة للتأكد من صحتها أو تفنيدها:

الفرضية الأولى: ضعف الحافزية لدى المتعلمين الناتج أساسا عن تفشي ثقافة الهجرة السرية (الحريك)، وتَكَوُّن تمثُّل لدى أغلبية المتمدرسين مفاده أن المدرسة تصنع العاطلين.

الفرضية الثانية: ضعف التحصيل الناتج عن حركية الأساتذة وعدم استقرار الطاقمين التربوي والإداري بشكل يكون هوية تعليمية وتربوية للمؤسسة. مع الأسف أصبحت المؤسسة منطقة عبور لجل الأساتذة، يلتحقون بها بعد التخرج من 

مراكز التكوين وينتقلون بعد عام أو اثنين. والغريب أن نتائج الحركة تظهر منذ بداية الموسم الدراسي، مما يفقد الأستاذ المستفيد من الانتقال روح الانتماء إلى المؤسسة ومعه الحافزية للعطاء.

- الفرضية الثالثة: ضعف مواكبة الآباء و الأولياء للتلاميذ طيلة الموسم الدراسي بٱعتبار أن جلهم من خارج مركز النيف، وانعدام التواصل الدائم بين المؤسسة والآباء. وهنا أود أن أنوه بمجهودات المجتمع المدني في المواكبة والدعم التربوي والتوجيه وتشجيع التفوق.

كل ذلك يبقى فرضيات على أمل أن يلقى المنشور تفاعلا من القراء وإغناء النقاش عبر تطعيم الفرضيات بأسباب محتملة أخرى تساعد على تشخيص الوضع وتقديم بعض الحلول الممكنة.

في الأخير، نتمنى لجميع التلاميذ الناجحين التوفيق في مستقبلهم الدراسي، كما نتمنى للمستدركين النجاح ولمؤسساتنا التعليمية التوفيق. كما نتقدم بالشكر الجزيل للأطقم الإدارية والتربوية بهذه المؤسسات نظير جهودهم.