زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

حين يجنح الظلام ويعسعس الليل تتحرك مخلوقات  بشرية وغير بشرية بمرزوكة  بالجنوب الشرقي المغربي يحلو لها التحرك في الصمت وتنشط ليلا بشكل غريب ...ومن جوف الرمال وبين النباتات الشوكية وبعض الشعاب التي سكنتها  رياح تهيج  الدمع العصي وتسرقه عنوة  من العين تمشي وتدب وتتحرك  زواحف وثعالب وحشرات غريبة في الشكل ترسم  على الرمال بقايا الاثر بشكل فوضوي غريب .
في هذا الخلاء القاتل  يتجول ' علي اوباسيدي' بحثا عن ' ثعلب الصحراء ' الذي الفه من عهد كورونا  او قبله يحمل لهذه الثعالب بعض ما تقتات به وقد الفته من زمان والفت رائحته وقد لا يشكل خطرا عليها وربما تستانس به لانه يحمل الحياة والطانينة ..

اقترب ' علي ' كثيرا من الثعلب  وهما يتبادلان النظر وقد توسم الثعلب منه وفيه الخير كعهده به وهو ميثاق اخلاقي متبادل  بينهما دون بصمة عدول ولم يهرب  الغريب غير الغريب ولم يتحرك وهما في الخفاء صديقان وكل واحد ياخذ الحذر من الاخر فلا الثعلب واثق من النية رغم الالفة ولا 'علي ' واثق من سلوكيات الثعلب الذي يمكن ان يطلق قائميته للريح ولن يترك من خلفه  ل 'علي ' غير ' أزوو ' الريح والخواء.

الكثير من الشباب الطائش يقتنص هذه الثعالب لبيعها للسياح الاجانب الذين يشترونها بثمن بخس ليعيدوا اطلاقها في مكانها الطبيعي يشترون  بالدرهم حريتها ولكن الظاهرة تصدى لها الكثير وقد تتدخل السلطات اذا علمت بالامر على وجه التو..أخذ علي ما تيسر من الصور واطمأن عليها وعلى حالها وانها مازالت  تقتات لتعيش وتحيا، لتستمر حياة الوحيش وحياة الانسان جنبا لجنب للحفاظ على التوازن الايكولوجي الطبيعي بصحراء مرزوكة.

سلوكيات انسانية عالية لدى الكثير من المنعشين السياحيين مرة ذا مع حمار ومرة ذاك مع حمار اخر في الخلاء قصد التطبيب وهذه المرة مع ثعلب في قلب الصحراء من اجل الزاد وتمضي الحياة لان في المكان حقا ما يستحق الحياة ..لحظات هادئة وديعة  تؤثث الفضاء كل صباح وكل مساء  بكل الألوان البهية ،فتتوارى الشمس خلف حجاب الحياة تنبئ بلحظة ولادة جديدة تلهم العشاق بأن ساعات الوداع أكثر حرقةً من ساعات الوصال، غروب وشروق يمنحان السكينة للبشرية  بختم النهاية  والولادة من جديد بلحظات ساحرة برسم أجمل وأروع اللوحات التي تتفرد بها مرزوكة عن غيرها من الأماكن الاخرى.