قبل سنوات خلت، عندما يقع حادث لا يروق لنا ،وما ان تبث تفاصيله احدى القنوات التلفزية او عبر الأثير حتى ترانا نحن العرب نتسابق ونهرول نحو اعلان شجبنا وتنديدنا واستنكارنا وادانتا لما وقع.

بل نتسابق في صياغة العبارات المصكوكة والرنانة ونخرجها على شكل بيانات وبلاغات...على الأقل كنا نبذل بعض المجهودات في الكتابة واختيار العبارات اللائقة التي تناسب كل حدث.

لكن اليوم تغير الحال واصبح بالإمكان فعل ذلك بقرة زر واحدة نقرة م شأنها ان تعبر عن الغضب، التضامن، التآزر، التآخي وغير ذلك من القيم الانسانية، يكفي فقط تغيير صورة بروفايل حسابنا الشخصي على ''الفيسبوك ''هذا الأخير الذي اضحى  الملاذ والمفر وحبل الغسيل الذي ننشر عليه خيباتنا.

لا حديث اليوم يعلو على حديث ما وقع في عاصمة الأنوار بعد ان اهتزت على وقع القنابل  ولعلع الرصاص في سمائها، اليوم وانا اطالع اخر اخبار وتبعات هذا الحدث الدامي  أثار انتباهي عنوان مقالة لمدونة لبنانية بلغة ''شكسبير'' ''من بيروت هذه باريس في عالم لا يأبه بحياة العرب''.

بعد قراءتي للمقال الذي أثار العديد من النقط حول ما حصل في لبنان يوما واحدا قبل انفجارات باريس، وعن عدم حدوث تعاطف مع الضحايا اللبنانيين كونهم عربا على حد تعبير المدونة، القيت نظرة على التعليقات التي صاحبت المقال والتي اختلفت بين مؤيد ومعارض ومحايد، حيث ذهب البعض الى القول بأن ما يحدث اليوم في العالم هو نتاج فكر عربي سلطوي متخلف وبين من يقول هو ان ما حدث في فرنسا لم يكن متوقعا على غرار ما يحدث في الدول العربية التي تعيش على صفيح ساخن، فيما ذهب آخرون الى القول بأن الحدود الجغرافية بين فرنسا ونظيراتها في الاتحاد الأوربي المتقاربة فيما بينها هي السبب في حدوث هذه الهالة الاعلامية لهذا الحدث بمعنى اتحاد بين الدول الأوربية في مختلف المواقف....الى غير ذلك من الآراء التي يجرم فيها البعض الدين الاسلامي ويدافع البعض الآخر عنه.

ومن بين الآراء التي استأثرت باهتمامي اشارة احد المعلقين الى كون ربط ما حدث في فرنسا  بالإسلام من شأنه ان يؤجج نار الفتنة والعنصرية بين مختلف الطوائف في جميع الدول وخصوصا الاوربية منها، خصوصا وان بعض المحتجين أبدو تذمرهم برفع لافتات تطالب بطرد العرب والمسلمين من البلاد الغربية.

وبالعودة الى العنوان الذي اختارته المدونة لمقالها نقف وقفة تأمل حول مدى اهتمام الغرب بحيوات العرب؟ لماذا لا نرى مثل هذه المبادرات التي تشجب الارهاب عندما يقتل المسلمون والعرب؟ اليس هذا بإرهاب؟ الملايين يموتون كل يوم والكل يغض الطرف؟ هل حياتنا نحن المسلمون رخيصة الى هذا الحد؟ لماذا نتسابق للتضامن معهم وكأننا في موقف المتهم؟ في سباق يكرس التخلف وهوان النفس.كلنا نعاني من الارهاب والارهاب لا دين له

انتهى...