الجريمة التي اهتزت لها ساكنة الريصاني و التي يتفق الجميع بكونها جريمة نكراء. غير مقبولة و غير معتادة في وسط لطالما اعتبر محافظ و بعيد عن هكذا عنف . غير ان شيئا ما تغير فالريصاني خاصة و تافيلالت عامة عرفت تغيرات عديدة في العشر السنوات الماضية .اثرت بشكل كبير على تركيبتها الديمغرافية و المجالية و الثقافية .
فالشباب باعتبارهم شريحة مهمة من ساكنة الريصاني تغيرت منطلقاتهم و سلوكياتهم بتغير ظروف التنشئة الاجتماعية و تراجع دور المدرسة عن اداء مهامها كما كان من قبل .كما أن لسيطرت ثقافة الصورة و انحصار الفعل المدني المؤطر لفئة الشباب دور في تحول اليات التفكير عند هاته الشريحة العمرية . و الخطير من هذا و ذاك غياب فضاءات للترفيه و التأطير .و بالعودة للجريمة التي ذهب ضحيتها طفل برئ, نقول كما قال اهل الاختصاص من قبل , ليس هناك مجرم بالفطرة بل هناك ظروف ذاتية و موضوعية قد تؤدي الى نشوء الجريمة . جريمة مولاي علي الشريف لها ما قبلها و لم تنشأ من فراغ , و الواقعة تسائلنا جميعا افرادا و جماعات ناخبين و منتخبين دولة و مواطنين و فاعلين جمعويين هل شبابنا بتافيلالت بخير؟, هل فعلا نحن في مأمن من الجريمة و من الارهاب و من كل ما يهدد امن بلادنا و شبابنا ؟ و كيف وصلنا الى هذا الحال أن ترتكب جريمة من اجل هاتف نقال ؟... اليوم جريمة قتل, بالامس القريب حالة اغتصاب لاحد الفتيات بأحد القصور.
و قبله حالة انتحار لفتاة , والقادم لا يعلمه الا الله ..لقد ان الاوان ان نقف وقفة تأمل حقيقية و نسائل ذواتنا الى اين يسير شبابنا بالريصاني .عشرات من الشباب لا فضاء لهم و لا ملجأ لتعبير عن ذواتهم و رغباتهم .شباب في أزهى فترات العمر و لا يجدون ملاعب للقرب او دور شباب مؤهلة لاحتضانهم بل يصطفوف بجنبات الشارع شاردين بنظراتهم لواقع مر و مدينة بئيسة.لقد انقلبت مدينة الريصاني و تغيرت ظروف الحياة فيها من مدينة محافظة الى مدينة تنتشر فيها جميع االموبيقات من مخدرات للدعارةالى السرقة و غيرها.. , و اليوم وصلنا للمحضور القتل نعم يا سادة القتل و من طرف من, من طرف شاب مراهق 17 -18 سنة ليزهق الروح لمن لطفل لمن يتجاوز 12 سنة من عمره .
هذه المأساة تجعلنا نطرح السؤال تلو السؤال الم يكن بالامكان تجاوز الجريمة؟ هل الجاني يتحمل لوحده المسؤولية؟ اين المدرسة ؟اي الاسرة؟ اين المجتمع المدني الفاعل في تأطير هكذا شباب؟ و اين قبل هذا و ذال مسؤولية الدولة اليس واقع الشباب بالمنطقة اليوم يوفر الظروف للانحراف و التطرف , في غياب دور شباب مؤهلة و ملاعب للقرب و مركز للتكوين المهني و فضاءات للشباب اين برامج مؤسسة محمد الخامس للتضامن بالريصاني؟ أين مشاريع التنمية البشرية ؟و أين الدعم للجمعيات الشبابية الفاعلة و الجادة ا لتي تقاسي مع الشباب بدون دعم و لا تشجيع؟ و أين و أين و أين؟ .الجريمة و قعت و اسرة الطفل لايعلم حالها الا الله. و الجاني سيلقى مصيره المشؤوم .لكن حذار ثم حذار ان نقف مكتوفي الايدي وأن لا ننلتقط الاشارة لتأمل حقيقية واقع شبابنا و طفولتنا بالمنطقة و نضع رؤوسنا في الرمل مثل النعامة فكلنا شركاء في هاته الجريمة و السلام .