بعد التحية وعبارات الاحترام التي تليق بمقامكم، يطيب لي سيدي العميد أن أرفع الى جنابكم هذه الرسالة التوجيهية بعد تتبعي الطويل لعمل وانجازات المؤسسة التي تسهرون عليها. بصفتي ناشطا أمازيغيا داخل الحركة الأمازيغية التي ترنو الرقي بالأمازيغية هوية، لغة وثقافة، وبصفتي واحدا من أبناء الجنوب الشرقي، أريد أن ألفت انتباهكم الى النقاط التالية:
* رغم غناها وعذريتها، نسجل وبعميق الأسى اهمال المنطقة في الدراسات التي يؤطرها المعهد، وضعف إن لم نقل غياب التعاقد مع الباحثين والمهتمين لإجراء البحوث اللسانية والأنتربولوجية حول مجتمع الجنوب الشرقي.
* في الوقت الذي يدعم فيه المعهد أنشطة فنية متواضعة هنا وهناك، نسجل غياب الدعم لتنظيم مهرجانات وأبواب مفتوحة حول الثقافة الأمازيغية بمؤسسات ومراكز الجنوب الشرقي اذا ما استثنينا تظاهرات بعينها.
* عدم توفير عدة مرجعية من المنشورات والكتب و الأشرطة التي يصدرها المعهد بمؤسسات وجمعيات المنطقة مقارنة بمناطق أخرى.
* غياب تشجيع الجمعيات المحلية على الشراكة والتواصل، وضرورة التنسيق معها في كل ما يتعلق بالأنشطة الامازيغية رغم توفر المادة الخام.
* ضرورة فتح نقاش مع الساكنة عبر فتح قنوات التواصل لتجاوز التخوف و التشكيك التي تسود نظرة البعض لكل ما هو أمازيغي أصيل بفعل التعتيم و التضليل والوصاية التي تريد بعض الجهات ممارستها على المنطقة.
* ضرورة توجيه الإعلام الأمازيغي إلى الاهتمام بمنطقة الجنوب الشرقي لما لها من خصوصيات مميزة وغنية وكونها تتميز بعذرية أمازيغية.
* تمكين المهتمين بالحقل الأمازيغي من حضور الندوات العلمية والدورات التكوينية التي من شأنها أن تفتح لهم آفاق جديدة في العمل الأمازيغي الجاد.
* دعوة فناني الجنوب الشرقي الى دورات التكوين في الموسيقى والمسرح والفن التشكيلي و الكتابة والسيناريو وغيرها، والتي تشرفون عليها في مؤسستكم.
* مراجعة مسألة غياب الجنوب الشرقي في برامج المعهد الملكي سواء في الأنشطة التي تنظم أو في المنشورات التي يتبناها.
* إشراك أبناء الجنوب الشرقي في العمل الأمازيغي لمؤسستكم من خلال دعوتهم إلى الندوات و المؤتمرات و اللقاءات والأمسيات التي ينظمها المعهد.
* ضرورة تنظيم قوافل تربوية للمعهد الى ربوع الجنوب الشرقي لبلوغ الانفتاح المنشود و التفاعل المفقود، والتفكير في خلق قنوات تمكن من التواصل السريع و الفعال بين أبناء الجنوب الشرقي و المعهد الملكي.
* تحفيز المناضلين على البحث والتنقيب والتجميع في التراث المحلي الغني، وتحفيز الباحثين في اللسانيات المحلية ماديا ومساعدتهم منهجيا.
* القطع مع أساليب الصداقات والمعارف والعلاقات الشخصية في العمل الأمازيغي.
في الأخير لابد أن أشير إلى أني اقول ما أقول ليس من منطلق التعصب المرضي للمنطقة التي أنتمي إليها، بل من منطلق الحيف المركّب الذي تعانيه، وأنبه بل وأركز لكم على أنني لا أسعى من وراء رسالتي هذه إليكم إلى مصلحة أو علاقة أو غرض شخصي، بل أطمح إلى إنصاف لمنطقتي التي تنكر لها معهدكم وتناساها.
وتقبلوا فائق اعتباري و تقديري لشخصكم.
و السلام
لحسن أمقران : فاعل جمعوي أمازيغي