اقليم الرشيدية ليس فيه “بحر” و لا “شاطئ” ولا “ميناء”, وليس فيه كورنيشات, ولا مولات تجارية.. ليس فيه سينما ولا مسرح ولا معهد موسيقى, ليس فيه قصر مؤتمرات او مراكز تخييم.. ليس فيه سكك حديدية ولا طرق سريعة او سيارة..
اقليم الرشيدية ليس فيه معاهد او مدارس عليا, ولا جامعات وكليات مستقلة, ولا مستشفيات جامعية ولا مركبات رياضية كبرى.. ولا معامل ومصانع مناطق صناعية كبرى حقيقية..
بالمقابل..
هناك ثروة بشرية هائلة “مؤهلة” توزع “مجانا” وبطيب خاطر على وطننا الكبير.. وتتجاوزه الى خارج حدود الوطن.. لتخدمه بجدية وحب واجتهاد ونكران ذات.. تعطي اكثر مما تأخذ.. وتأخذ اقل مما تطمح اليه..
هناك ثورة مادية معدنية في باطن الارض وفي قلب السماء.. وأخرى لامادية لا تقدر بثمن.. أكبر واحات افريقيا.. تافيلالت التي تحتضن العين الزرقاء لمسكي, منظر ولاد شاكر, نخيل أرفود, مخازن المستحثات, قصور الريصاني, كثبان مرزوكة, كناوة خملية, مضايق زيز.. تاريخ العلويين.. تاريخ “اسلامي” طويل عريض يمتد لأكثر من 1200 سنة.. انطلق مع امارة بني مدرار وسيجلماسة.. وأُقصي من ذاكرة الوطن.. وتاريخ حديث احتضن بطولات المقاومين من القبائل الامازيغية والعربية الذين شكلوا الجبهة الأولى لمواجهة الاستعمار الفرنسي في المغرب.. فأُقصي تاريخهم هو الآخر من ذاكرة الوطن.. تماما كما أُقصيت جهة الجنوب الشرقي بأكملها من برامج التنمية والتأهيل والاهتمام..
واليوم يسمينا الوطن.. المغرب العميق.. المغرب غير النافع.. عذرا.. ليس الـوطـن من سمانا هكذا, بل رذائل وجبناء الوطن من اقروا على هته التسمية..