شيماء زعباطي - جديد أنفو / الدار البيضاء
هناك في تلك المنطقة المعزولة، نأكل الفُتات، وما تبقى من الطعام، لكي نرضي الرجال، ونحسسهم بفحولتهم ورجولتهم،
نقوم بالأعمال الشاقة داخل المنزل وخارجه، نهار مساء في بعض الأحيان، تحت قساوة الطبيعة؛ شتاءً في برد قارس، وصيفا في شمس حارة.
نربي الأطفال، وكم تكون فرحتنا عارمة عندما يكون لدينا من الذكور الكثير، فنحن نساء، لكننا نحتقر جنسنا، فهكذا يريدنا مجتمعنا، وعليه كوننا، فنعلم الفتاة أن تحترم آخاها الذكر، وأن تكون عبدة له؛ تنحني له، وتقبل يديه عندما يكبران.
نطبخ ما لذ وطاب، ونقول الرجال أولا، بعدها نحن. لا يهم ماذا سيتبقى لنا، ولا يهم في أي وقت سنسد جوعنا، لكن الأهم أن نرضي الرجال، ونحسسهم بفحولتهم ورجولتهم.
هناك، حيث لا نعرف حقوق المرأة أو حقوق الإنسان، لا نعرف مزيل الشعر أو طلاء الأظافر، كما لا نعرف عمليات التجميل أو تلك الأشياء التي تزيد من جمال المرأة من مكياج وعطور، وكل ما نعرفه هو طاعة أزواجنا لكي نعيش تحت رحمتهم من نظرة المجتمع التي تظل تلاحقنا كأننا مجرمات في الولايات المتحدة مطلوبات، ننعت بأياديهم البريئة بتهم لا حول ولا قوة لنا بها مهددات إذا لم نكن تحت جناح رجل خاضعات، فنصف رجل مجنون أو لا يزال أهله يصرفون عليه أهون وأرحم من لا شيء أو من كوني إمرأة مطلقة أو عزباء.
إلهي نحن هنا! ألا ترانا؟ ألست على كل شيء قدير؟ ما ذنبنا إذن ما دمنا نقوم بكامل واجباتنا الدينية؛ نحتفل بجميع طقوسك على أحسن وجه، نتضرع وندعوك بدموع منهمرة على وجهونا الشاحبة، لكن هل فعلا الذنب ذنبك أم ذنب عبدك؟ هل أنت الظالم الحقيقي، أم عبدك الذي فضلته علينا؟ .