اثنتا عشر عاما من الدراسة مرورا بالأسلاك التربوية المختلفة حتى الحصول على شهادة البكالوريا؛ الشهادة التي ترقى التلميذ من متعلم إلى طالب باحث بمروره بهذه ألأسلاك المختلفة تختلف لديه الرؤية نحو مستقبله الدراسي ويضع مخطط أو برنامج حول متابعة الدراسة بعد البكالوريا التي تعتبر جوز سفر نحو المعاهد و المدارس العليا و الجامعات المختلفة. فالجامعة هي الفضاء الرحب لكل طالب لم يحظى بفرصة الدخول إلى المعاهد و المدارس العليا.
شعور غير مألوف لدى الطالب الذي يرتد الجامعة في سنته الأولى يتولد لديه نوع من الخوف و الضغط النفسي مما يطرح لديه عدة تساؤلات خاصة بعد الانتقال من و إلى بيئة مختلفة (أحضان الأسرة إلى الاعتماد على النفس) و منها:
كيف هي الجامعة؟
كيف يمكن التأقلم مع البيئة الجديدة؟
المشاكل التي تعترض سبيل الطالب؟
والى غير ذلك من الإستفهامات التي تخطُر في بال الطالب. وكما هو معروف أن المنحة هي مصدر تحفيز و تشجيع للطالب في مساره الدراسي،إلا انه و للأسف الشديد هناك من الطلبة من لم يستفيد من هذا الحق رغم استفاء الشروط المطلوبة وكذا استكمال الملف المخصص لهذا الغرض،ونتيجة لذلك خلق نوع من الفشل لدى هؤلاء الطلبة زد على ذلك زعزعة المخطط الدراسي للطالب بل وحتى طموحه ورغبته في التحصيل العلمي مما يجر البعض إلى التخلي عن الدراسة بصفة نهائية بسبب الضغوطات و الإهكراهات المالية.ومن المعروف دوليا فالمنحة هي حق لكل طالب له الرغبة في التحصيل العلمي؛ إذ من واجب الدولة إن تمنح كل طالب دون استثناء و دون تمييز وإسناد هذه المهمة إلى أناس لهم ضمير حي و لهم مستوى دراسي عالي وليس إلى أناس ليس لا يعرفون التمييز بين الصواب و الخطأ. ففي الجنوب الشرقي للمملكة هناك أسر تعاني من الفقر ورغم ذلك فهي لا تدخر جهدا لتُوفر إمكانيات متابعة الدراسة داخل أسوار الجامعة لأبنائها الذين لم يحلفهم الحظ للاستفادة من المنحة رغم كثرة المصاريف (الكراء،المعيشة،التنقل...) وما إلى ذلك من المصاريف التي تثقل كاهل الأسر املآ فيهم في التعويض للعائلة بعد التخرج.
النيف و الدواور المجاورة له التي تعاني التهميش و الإقصاء في جميع الجوانب الطالب يعاني مشاكل عدة منها عدم الاستفادة من المنحة هذه الدراهم المعدودة التي لا تغني و لا تسمن من جوع في هذا العصر الذي يعرف ارتفاعات صاروخية للأثمنة و كدا النقل الخاص بالطلبة من و إلى الجامعة على غرار بعض مناطق المملكة و الذي يجب على الجماعة او القيادة , العمالة و حتى الدولة إدراجه ضمن دفتر تحملاتها و هذا أضعف الإيمان .