رماد حارق يغطي وجهي
و جسدي
و روحي
هناك...
أنا الإنسان.
كل أطرافي
تُدَمرُ هناك
أنا الرابض هنا،
أنا الإنسان.
ألفتُ الضجيجَ
و القصفَ
و الموتْ…
ألفت الخوفَ
و الرهبة...
أنا هنا أتنفس الحياة
وهناك أموت ببشاعة:
أ ُفجرْ
أ ُدمرْ
أصِيرُ رمادً هناك
يُغطي وجهي
و جسدي
وروحي هنا...
أنا الإنسان.
أ َخْبروهم أني هنا
في الأطلس الشامخ
مت و دفنت قبلهم
و بقيت صامدا أتبنى الحياة
و الوجود
و بقيت عاجزا عن الانبعاث
وسط رماد النسيان.
أخبروا من هناك
أن يتشبثوا بالحياة
رغم القصف و الرمادْ
و أن لن يقبلوا بالموت
كَيْ لا يرتدوا رداء الحياة
الذي أرتديه هنا.
كي لا ينتظروا مدَدِي
و سَنَدي
و شَجْبي
و حتى مؤامرتي القسْرية
ضِدهم...
اخبروهم أن موتهم هناك
هو موت لي هنا
للمرة الثانية,
الحوا عليهم أنه يوم مت هنا
تخليت عن الحياة لأجلهم
كي يقاوموا بها القصف
و الدمار
و الموت
و الرماد
هناك !
علموهم أني هنا إنسان
ومن هناك إنسان.