أبان الإسلامويون مرة أخرى عن تعصبهم الأعمى و حميتهم الجاهلية من خلال التكريم الذي قامت به ما يسمى شبيبة العدالة و التنمية في تنجداد مساء الأحد 10 غشت للمسمى المقريء أبو زيد بعد تكريم سابق في مدينة الحاجب.
كنا نظن أن هذه التكريمات و الاحتفالات الاستفزازية بشخص أهان المغاربة أمام الأجانب عندما نعتهم بالبخل ستنتهي بعد التنديد الشديد لشرفاء و أحرار هذا الوطن و رفضهم لهذا السلوك العنصري المقيت,إلا أن الإسلامويين أبوا إلا الاستمرار في إهانة المغاربة بتكريم أمثال المقريء أبو زيد في تحد واضح و استفزاز صارخ لمشاعرهم.
إن ما يشجع هذه الفئة على التمادي في عنصريتها و سلوكاتها المهددة لوحدة الوطن و المواطنين هو سكوت الدولة ممثلة في مؤسساتها و سلطاتها المختصة وعدم تدخلها لردع هذه الأصوات الشاذة و إيقافها عند حدها قبل أن تستفحل الأمور و تقع الكارثة,و لعل هذا السكوت و الوقوف موقف المتفرج هو ما يجعل بعضهم يتجرؤون على تكفير الناس و إهدار دمائهم, وإنه لأمر في غاية الخطورة.
لو كنا في دولة ديمقراطية لمثل المقريء أبو زيد أمام العدالة لتقول كلمته فيه بتهمة إهانة مشاعر ملايين المغاربة و تهديد التماسك الوطني و استعمال عبارات عنصرية, لكن العكس تماما هو الحاصل عندنا, إذ تحول بقدرة الإسلامويين إلى بطل قومي, تقام على شرفه الاحتفالات و المهرجانات, بل منهم من اعتبره و - يا للعجب - عنوانا للأمة كما هو الشأن بالنسبة للمسمى فؤاد بوعلي الذي يقاسمه نفس الأفكار الشوفينية, و منهم من أسس تنسيقية وطنية سماها "التنسيقية الوطنية للتضامن مع المقريء أبو زيد"! التضامن معه ضد من؟ضد من أهانهم و احتقرهم؟! أليست هذه قمة العنصرية و العصبية الجاهلية؟ ماذا قدم المقريء أبو زيد للمغاربة حتى يستحق كل هذا التكريم و الاحتفال؟.
من يتابع احتفالات الإسلامويين بالمقريء أبو زيد, سيعتقد في البداية أن الأمر يتعلق بجندي عاد لتوه من ساحة الوغى دفاعا عن الوطن, أو بعداء رفع راية الوطن في محفل دولي, أو بمفكر أو أديب عاد بجائزة عالمية مشرفا وطنه, أو عالم أبهر العالم باختراعه فبصم اسم المغرب بحروف من ذهب, و لكن المعتقد بهذا الاعتقاد سيصاب بالذهول و الاستغراب و الصدمة عندما يعلم أن الذي ملأ الدنيا و شغل الناس و تخصص له المنصات و الولائم, ليس سوى نائب برلماني عما يسمى حزب العدالة و التنمية, يتقاضى راتبا شهريا ضخما من أموال الشعب و دون أي مجهود يذكر,بل و ليس في جعبته أي إنجاز يستحق عليه كل هذه الهيللة و هذه التكريمات, اللهم إذا كان التكريم من أجل إتقانه للشخير داخل قبة البرلمان في حالة حضوره إليه أو تغيبه المستمر عن جلساته أو من أجل احتقار ملايين المغاربة.
لم, لا و لن ننتظر من الإسلامويين أن يأمروا بالمعروف و ينهوا عن المنكر, و يرجعوا زميلهم المقريء أبو زيد أو غيره إلى الطريق و يقدموا لهم النصح و أن يعترفوا أبدا بأخطائهم,لأن عقيدتهم المريضة هي "انصر أخاك ظالما أو مظلوما", في حين أن الصحيح هو "انصر عدوك المظلوم و لو كان الظالم أخاك", و بالتالي فإن هذه الاحتفالات الاستفزازية لن تتوقف, مادام في قلوب الإسلامويين حمية, هي حمية الجاهلية.