لا أحد ينكر أن تنغير عرفت في الآونة الأخيرة أوراشا مهمة من بناء للقناطر و إعادة "تزفيت" للطرقات, و إنشاء قنوات للصرف الصحي و خلق المساحات الخضراء و المنتزهات و توسيع المدارات الحضرية...
إلا أن السؤال المطروح هو التالي:هل لما يسمى حزب العدالة و التنمية الذي يسير بلدية المدينة و الذي له عضو في البرلمان دور في هذه "المشاريع" كما يزعم المنتمون إليه؟
البسطاء من الناس يصدقون - فعلا- أن ما تحقق لتنغير تم ببركة "حزب العدالة و التنمية", و ما يجعلهم يصدقون ذلك حد اليقين, أن الإصلاحات التي تعرفها المدينة تزامنت و وصول أحد المنتمين لهذا الحزب إلى البرلمان و كذا تسيير البلدية من طرف "البيجيدي".
الذين يحللون الأمور بهذه البساطة معذورين, لكن الذي يحلل الأمور بعمق, سيتوصل إلى حقائق أخرى, مفادها أن ما "تحقق" لتنغير لا دخل "للعدالة و التنمية" و لا لغيرها فيه, بل إنه جاء ضمن الميزانية المخصصة للأٌقاليم المستحدثة مؤخرا و تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية, التي دعت إلى ضرورة جعل الأقاليم الجديدة أقطابا تنموية متكاملة و منسجمة.
و الذي يؤكد ما ذهبنا إليه أن أقاليما أخرى من الأقاليم الجديدة ليست تحت تصرف هذا الحزب و لا تسييره تعرف نفس الأوراش أو أهم منها بكثير من بناء للطرقات و إنشاء المنتزهات...و ما إقليم ميدالت عنا ببعيد.
فهل يعقل أن تحول تنغير إلى إقليم و مركز للعمالة و تبقى على ما كانت عليه؟
الإجابة عن هذا السؤال كفيلة بتفنيد و تكذيب الرأي القائل بأن ما يحدث في تنغير من "تنمية" هو بفضل "العدالة و التنمية", و تؤكد في المقابل أن السبب الحقيقي من وراء هذه "الإنجازات" جاء استجابة لتحويل المدينة إلى مركز للعمالة و ما يتطلبه ذلك من تغييرات و تحولات.
*طريق ويحلان - الحفيرة, هل للعدالة و التنمية يد فيه؟
تدور هذه الأيام أخبار تفيد بأنه سيتم الشروع في إنجاز الطريق الرابطة بين ويحلان و الحفيرة مرورا عبر قصور تازولايت, بوديب و فزو, و قد سارع ممثلو ما يسمى العدالة و التنمية في تنغير - و كالعادة - إلى نسب هذا "الإنجاز"السابق لأوانه إلى أنفسهم!!.
و الصحيح أن هذا المشروع إن خرج إلى حيز الوجود فذلك بفضل ضغط و نضالات و انتفاضات سكان المنطقة و التي انطلقت منذ سنة 1996 أثناء نزوح جماعي لساكنة فزو باتجاه الريصاني, ثم انتفاضة 2012 التي كادت أن تتحول إلى أحداث دامية بين شباب المنطقة و قوى الأمن, و انتفاضة 2013 و آخرها انتفاضة 2014 التي اعتقل خلالها ثلاثة من الشبان مازالوا يقبعون وراء القضبان.
على العموم, فإن ما "تحقق" لتنغير لا يساوي شيئا أمام ما تتوفر عليه من موارد اقتصادية كبيرة(معادن نفيسة,جالية مهمة بالخارج, مؤهلات سياحية...), لا تتوفر لدى غيرها من الأقاليم التي سبقتها في كل النواحي, كما أنها مازالت بحاجة إلى الكثير الكثير لتكون فعلا إقليما و عمالة قائمة بذاتها, و لن يتأتى ذلك إلا بتضافر الجهود بعيدا عن الاسترزاق بالمنجزات و البحث عن مكاسب سياسية و انتخابية ضيقة.