اطلعت على مقال تحت عنوان " سقوط داعش بالرشيدية" عبر عدة مواقع الكترونية و نظرا لأهمية العنوان لم أتردد في قرائته علني أجد ما كنت أعتقده، خصوصا أنني سمعت قصة تفيد بوجود من يجند أبناء منطقتي للالتحاق بداعش الحقيقية "للجهاد"، لكن بعد أن قرأت ما كتبته الصحفية ذات الصورة الجميلة و المسماة بديعة الراضي و بفضل هذه الشبكة العنكبوتية لم يكن صعبا لأعرف من تكون الصحفية كاتبة المقال و توجهاتها و انتماءها و في الحقيقة تمنيت لو لم أفعل فهول الصدمة لا يتصور فالصحفية عضو بكتاب المغرب و من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالإضافة لكونها كاتبة و روائية و صحفية .

صدمت و تسألت كيف لصحفية بهذا الزخم النضالي و الفكري أن تقترف هذه الفضيحة في حقها أولا و في حق حزبها ثانية لذي هو بمثابة مدرسة شعبية منذ زمن؟ كيف لها أن تختزل معركتها الفكرية مع الخصوم السياسيين في زاوية ضيقة شخصية؟ كيف لكاتبة صحفية و روائية أن تمجد شخص التحق بالحزب مؤخرا قادما من الحزب العمالي بعد عملية الاندماج ، ضاربة بعرض الحائط تلك القيم و المبادئ التي رضعتها داخل مدرسة حزب القوات الشعبية و الذي رضعنا منه نحن أيضا ما تيسر في بداية مشوارنا السياسي؟ فلا أحد من سياسيي هذا الوطن يمكنه أن ينكر فضل أساتذة كبار من داخل هذا الحزب العتيد، قبل أن يفتح أبوابه مؤخرا لكل من هب و دب، و بتغير الأحوال أصبحنا نجد داخل هذا الحزب برلماني الذي لا يخجل من مخاطبة المواطنين بالرعايا رغم أنف دستور 2011 الذي حررنا من مثل هذه التسميات و وسمة عار على جبين الحزب. ما خطته أنامل الكاتبة الصحفية تلخص الحالة الراهنة التي وصل اليها هذا الحزب؟ من كان يتصور أنه سيتواجد جنبا الى جنب برلماني مستواه الخامسة ابتدائي(كرر فيها مرتين) و برلمانيين أمثال حسن طارق و حسناء أبو زيد و الاستاذ الزايدي ؟

عودة للموضوع أود أن أبين للقارء الكريم و للصحفية و الروائية لماذا وصفت ما ورد في مقالها بالكذب و البهتان : 

-أولا : موضوع التبرأة الذي تحدثت عليه الصحفية الكريمة لا علاقة له بمن وصفتهم "بدواعش" الرشيدية، فالأمر يتعلق بقضية هدم البرلماني و رئيس المجلس القروي لجماعة ملعب لكشك قيد البناء بدون سند قانوني لصاحبته عائشة همورى التي تقدمت بشكاية أمام العدالة لكي تنصفها من ظلم و شطط هذا البرلماني الرئيس، و هذه القضية لم يتدخل فيها أي عضو من حزب العدالة و التنمية لا من قريب و لا من بعيد. بل أجزم أن وزير العدل و الحريات لم يحرك و لم يتدخل لإنصاف هذه الفاعلة الجمعوية رغم معرفته بالموضوع و ذلك عندما قام عدد من المتضامنين مع المتضررة بوقفة احتجاجية أمام وزارة العدل و الحريات بالرباط للتعريف بقضيتها و أتذكر أنه لا وجود لأي ممن وصفتهم "بالدواعش" حاضرا، و للإشارة فقط فمحكمة الاستئناف بالرشيدية أصدرت حكما مستأنفا يفيد بعدم الاختصاص، بعد أن كانت أدانت البرلماني ابتدائيا بسنة سجنا موقوفة التنفيذ و التعويض و تحميله الصائر. الى هنا اتحدى الكاتبة أن تعطي ولو دليل واحد و شبه قرينة تفيد بتدخل "الدواعش" .

- ثانيا : ما وضفته الكاتبة الكريمة لتبرير محاولتها تشويه خصومها السياسيين لا علاقة له بقرار هيئة محكمة الاستئناف بالرشيدية فهما موضوعان متباعدان جدا ، و من وصفتهم "بزبانية" الحزب "الداعشي " لا وجود لهم سوى في مخيلتها، بالعكس الأمر يتعلق بشخص ينتمي لحزبها قادما من حزب اخر بعد الاندماج أيضا و لكم أن تتصوروا هذا التناقض الصارخ شخصين من نفس الحزب واحد يستنجد بمن تصفهم زميلته "بالدواعش"، أمر غريب و مخجل لكنه حقيقة كيف ذلك ، سنة 2009 زار قضاة المجلس الجهوي للحسابات بفاس جماعة ملعب و اصدروا تقريرا مفصلا سنة 2011 يحتوي اتهامات خطيرة باختلاس المال العام و سوء التدبير لهذه الجماعة التي يسيرها البرلماني المحترم و المنتشي بنصره على "الدواعش"، هذا التقرير قدمه الأستاذ و الفاعل الجمعوي بكلميمة لحسن بوعرفة (أخ عدي بوعرفة) مرفوقا بشكاية إلى السيد وزير العلاقات مع البرلمان و المجتمع المدني و الذي أحاله بدوره إلى السيد وزير العدل و الحريات ، و قام بتمكين السيد لحسن بوعرفة من وثيقة تثبت له هذه الإحالة و هي الورقة التي قام الاستاذ لحسن بوعرفة بنشرها، ومباشرة بعد ذلك ثار الاستاذ بن عتيق الأمين العام أنذاك للحزب العمال و هدد برفع دعوة ضد الوزير الحبيب الشوباني (الداعشي كما تفضلين تسميته) رغم كل هذا لم يحركوا شيئ ضد هذا الرئيس إلى أن قامت جمعية افريكا لحقوق الإنسان بتقديم شكاية مرفوقة بتقرير المجلس الجهوي للحسابات بفاس الى الوكيل العام لمحكمة الاستئناف قسم الجرائم المالية بفاس سنة 2012، و الذي فتح تحقيقا في الموضوع، و الملف اليوم بين يدي قاضي التحقيق بذات المحكمة الذي متع المتهمين بالسراح المؤقت مقابل كفالة مالية في جلسة 01 يوليز 2014 ، و التي حضرت أطوارها و غاب عنها البرلماني و رئيس جماعة ملعب المتهم الرئيسي و ناب عنه محاميه.

أخير ، هذا الرد للتوضيح فقط و ليس دفاعا عن من وصفتهم الكاتبة و الصحفية و الروائية "بالدواعش" فأنا أيضا نقيضهم و خاب ضني فيهم ربما أكثر من غيري، لكن ليس بهذا المقال ستنالين منهم بالعكس قد قدمت لهم هدية مجانية للرفع من شعبيتهم بمنطقتنا. أدعوك لزيارة الرشيدية و انجاز تحقيق صحفي لكي تكتشفي "دواعش المال العام الحقيقيين، أو تشريفنا بحضورك لإحدى جلسات المجلس القروي للجماعة التي يسيرها البرلماني المحترم لكي تدعمين مقالاتك القادمة بحجج دامغة و حقيقية. معذرة إخوتي الكرام على أسلوبي هذا فأنا لست صحفيا و لا كاتبا و لا روائيا رغم أنني اقتنعت أنه يمكنني أن أكون ذلك بعدما قرأت مقال الكاتبة الصحفية بديعة الراضي ، و ارجوا منكم أن تستخلصوا من يتلقى أموال البترودولار أو أموال الفسادولار.