يقال إن إرضاء الناس غاية لا تدرك, و لكن باتباع النصائح و التوجيهات التي سنعرضها عليك فإننا نضمن لك إرضاء الجميع.

- تلون(ي) بألوانهم و "تحربأ" كما يتحربؤون تنال(ي) رضاهم.

- نافقهم(ي) و اكذب(ي) عليهم مثلما يكذبون, أنت تعرف(ي) أنهم يكذبون و هم يعرفون أنك لا تصدقهم, فاكذب(ي) ما شئت و تظاهر أنك تصدق كل ما يقال.

- إذا كنت مع علماني فادع أنك علماني حتى النخاع, أو كنت مع ملحد فاجعله يعتقد أن عقيدتك هي "لا إله و الحياة مادة".

- و إذا خلوت إلى"إخواني مؤمن" تعرف أن غرضه ليس خدمة الدين,إنما أهدافه تحقيق مآرب سياسية رخيصة, فقل كما يقول: باسم الله و ما شاء الله و تبارك الله و لا حول و لا قوة إلا بالله و لا إله إلا الله...

- كنت مع من يزعم الحداثة, قل أنا حداثي حتى الصميم, و دافع عن الحداثة و مظاهرها و ما أتت به, قل سحقا للرجعية و تحيى التقدمية و لو كنت في قرارة نفسك أكبر الرجعيين و لست مستعدا لتحمل تبعات الحداثة و نتائجها.

- إذا جلست إلى أحد المتطرفين الرجعيين, فسب الحداثيين و صفهم بشتى أوصاف القدح و التحقير, اهدر دماءهم, صف الحداثة بأنها مرادف للكفر و الزندقة و الفجور و مؤامرة من الغرب الكافر الملعون, و لو كنت في قلبك و عقلك تعلم أن العالم لا بديل له عن الحداثة و السير إلى الأمام و ليس العودة إلى الخلف.

- صم, زك. و كن في الصفوف الأولى للصلاة, ولو كنت في جوهرك أكبر الكفرة و اللصوص و المجرمين, و كنت لا تقيم للشريعة وزنا و لا لأوامر الله عيارا.

- تظاهر بأنك متفان في عملك,مخلص في مهمتك, و إن كنت داخليا تنتظر في كل لحظة و حين الفرصة المواتية للغش و الإخلال بمسؤوليتك.

- أعلن أنك مع الجماعة في السراء و الضراء و حريص أشد الحرص على مصلحتها و تحب الخير للجميع, و الحقيقة التي تخفيها أنك أناني حتى العظم,مبدأك "أنا و من بعدي الطوفان".

- اخرج في مسيرات التضامن مع قضايا حتى و أنت لا تؤمن بعدالتها في داخلك و لا تهمك في شيء,و لا تعرف أصلها و لا فصلها, بل إنك متأكد أنها قضايا خاسرة, فقط ليقول عنك الناس"فلان حقوقي, مناضل, شريف, يقف مع المستضعفين و القضايا العادلة"...

- صرح(ي) بحبك و بكل الكلمات و اللغات لمن تعرف أنها كذاب(ة) و تعرف أنها تعرف أنك عليها تكذب و كل ما يهمكما هو المصلحة الفردية.

- ازعم أنه لا يمكنك العيش إلا بها و معها و أنت ازعمي أن العيش بدونه مستحيل و إن كان كلاكما يتمنى موت الآخر ليرتاح منه!

- ارتدي حجابك و أظهري الحشمة و الوقار و أنت تأتين خفية ما لم تأته أشهر عاهرة في التاريخ.

- اجعل الناس تصدق بأن المال و الدنيا هي آخر اهتماماتك و أنك حر نزيه لا تشترى بمال الدنيا كله و أنك مع الحق أين وجد, و أن كل ما يهمك هو آخرتك, و الحقيقة الضائعة أنك مع من يدفع أكثر و أكبر تابع لملذات و أهواء الدنيا و لا تفكر في الآخرة بتاتا, بل في دواخلك تعتبرها خرافة من خرافات الأولين.

- لا تتأخر في قبول الدعوة لحضور درس ديني يدعوك إليه أحد "الإخوان" و إن كنت مع ضميرك لا تؤمن بدين و لا ملة,و تعرف أن الغرض منه ليس خدمة الدين بل تمرير إيديولوجية معينة, وذلك حتى لا توصف بالزنديق الخارج عن الملة.

- لا ترفض الحضور إلى سهرة خمرية ماجنة يدعوك إليها أحد "المتحررين" حتى لا توصف بالظلامي المؤمن بالخرافة,و حتى إذا فعلت فلا تبرر ذلك بأن الدين حرم علينا كذا و كذا و أحل لنا كذا و كذا.

- تظاهر بالحياد, و الحياد منك بريء, ادع الاستقلالية و أخف أنك تابع و مجرور.

- أظهر أنك قوي شديد بأسك عندما تكون مع من هم أضعف منك, وفي جوهرك وهن أضعف من عش العنكبوت, و عندما تكون مع من هم أقوى,اظهر بمظهر الضعيف,"الدرويش", المظلوم, المحتاج.

- تظاهر بالشجاعة و لو كنت ترتجف و ترتعد فرائصك في المواقف التي تتطلب الشجاعة.

- أعلن أنك ضد العنصرية و التمييز و أخف أنك أكبر العنصريين الشوفينيين.

- ارسم للناس من حولك عالما افتراضيا تجعلهم فيه يعتقدون أنك ملاك لا يخطيء, أه لو علموا أنك شيطان رجيم,بل لا شيطان غيرك!

- أوهم الناس أنك متخلق, متأدب, وفي لبك دناءة و خساسة و حقارة أخلاقية و مجون و سفاهة لا توصف.

- احرص على جمال و أناقة ملابسك و مظهرك الخارجي, و في قلبك تحمل كل الشرور, جواربك مثقوبة و رائحتها مقززة و تبانك لم تغيره منذ أسابيع حتى صارت رائحته عطنة و نتنة.

- كن كالثعلب الذي يظهر و يختفي على حد قول محمد زفزاف, وإذا خلوت إلى نفسك فقل "سحقا لعالم كله نفاق".

- أشهد"المؤمنين"على ما في قبلك,وإذا صرت مع "الكافرين" قل :"إني معكم, إني من المستهزئين".

- في كل مجلس و مجمع,أعلن سخطك على المنافقين و لو كنت أنت أميرهم و قدوتهم.

- إذا سألتك : هل تتفق مع كل ما قرأت أعلاه, قل لي : أي نعم, قسما إنه عين الحقيقة و داخلك يقول: ماذا يحكي هذا المعتوه ؟!.

أو قل العكس : أنت عدمي, يائس, متشائم و ناقم من و على كل العالم, والعالم مازال بخير و إن كنت في صميمك تقول: قسما إنه على حق, وقسما إن النفاق هو العملة الرائجة في زماننا.