سحب هاتفه النقال من جيبه ثم أخذ يفتش لائحة أصدقائه لعله يجد بينهم من يساعده لتجاوز محنته ولو بقرض,قبل أن يعلق :
"هذا محمد ابن الحازقة تودة علي ماذا بوسعه أن يقرضني و هو عاطل عن العمل و ليس في جيبه "درهم متقوب"؟!و هذا الحسين ابن المزلوط موحى ولحو, يعمل كادحا في البناء ويعيل أسرة من سبعة أفراد, ماذا سيسلفني؟ ذاك سعيد و ما هو بسعيد بن يدير و عدي يعمل معلما و له ثلاثة أبناء و أب مريض هو من يتكفل بعلاجه وبالكاد يوفر ثمن سجائره..." .
أخذ يلطم وجهه و يندب حظه, قبل أن يتقاطر على ذهنه سرب من الأسئلة و يعود إلى هلوسته:
"بماذا سيفيدني هؤلاء "الأصدقاء المزاليط"؟الناس يتعرفون على أشخاص مهمين و أنا ليس في لائحتي إلا الرعاع أمثالي؟ما هذا الحظ يا رباه, لماذا لا يكون لي أنا كذلك نصيب من الحظ, فأتعرف على أبناء الأغنياء و على مسؤولين كبار في الدولة حتى إذا أصيبت بنكسة لجأت إليهم أو ارتكبت جريمة احتميت بهم؟.
لا أحد من هؤلاء البائسين يملك سيارة حتى إذا "حصلت" في الطريق وجدت من يوصلني إلى مرادي, لا أحد منهم صاحب سلطة و لا إطارا مهما ولا ذا متجر حتى إذا جعت قصدته فسد رمقي إلى حين...؟!!".
ثم بدأ يمسحهم واحدا واحدا قبل أن يتساءل:لكن بمن سأعوضهم؟! .