تحتفل الانسانية جمعاء يوم ثامن مارس من كل سنة باليوم العالمي للمرأة يوم تستعرض فيه الجمعيات الحقوقية النسائية حصيلة نضالها المستميت من اجل المساواة والانصاف بين الرجال والنساء، واذا كان العالم المتقدم قد احرز تقدما كبيرا في مجالات عديدة تعنى بحقوق المرأة واستطاعت المراة في البلدان المتقدمة ان تحصل على حقوقها في التعليم والصحة والمساواة في الاجر وفي ساعات العمل وفي العطل الاسبوعية و.... ولم يكن الحصول على هذه الحقوق سهلا ولا سلسا بل كان بفعل نضالات كبيرة وتضحيات جسام ساهم فيها المناضلون والمناضلات في كل بقاع العالم لا يمكن ان نتذكرهم جميعا ولكن يمكن ان نذكر مثلا روزا لوكسمبورغ المشهورة بنضالها الاممي من اجل تحرر المرأة من ربقة الاستعباد والاقصاء في ظل مجتمع راسمالي يشيئ المرأة ويستغلها في الاشهار والعمل والجنس ... ولا يعطيها الحقوق الانسانية التي تستحقها كإنسان كامل المواصفات والشروط لا تفوتني الفرصة هنا ان اذكر نضال المرأة الحديدية الكسندرا كولونتاي التي ناضلت هي الاخرى من اجل احترام انسانية المرأة ومن اجل الكرامة والمساواة في مجتمع بطريكي بامتياز، ان هذه الامثلة من المناضلات اللواتي ضحين من اجل حقوق المراة جديرات بالاحترام والتكريم وبفضل تضحياتهن استطاع المجتمع البشري ان يلتفت الى حقوق المرأة وان يعترف بنضالها وحقوقها وبإنسانيتها، في العالم الاسلامي لا تزال المرأة تعاني الامرين من اجل فرض حقوقها المشروعة وتواجه من اجل الكرامة والمساواة التيارات المحافظة الظلامية التي ترى المرأة عورة يجب سترها وعمل المرأة وحقوقها رجس من عمل الشيطان ووراء هذه الطروحات القروسطية رجال دين بل سماسرة دين على وجه التحديد ينظرون للاستبداد وامتهان كرامة النساء صباح مساء ويتحالفون ويسكتون عن تجاوزات الحكام وزيغهم ولا يتوانوا لحظة في التصدي للحركة النسائية عند كل مطلب لذلك قبع العالم الاسلامي او للتحديد معظم بلدانه في التخلف والرجعية ففي بلدان عديدة لا تزال المراة محرومة من سياقة السيارة ولاتزال المراة محرومة من المشاركة السياسية ومن العمل في بلدان اخرى لذلك يستحيل ان تتقدم البلدان التي لا تعطي للمراة حقوقها ولا يمكن ان تحلم هذه البلدان بالانتماء الى الحضارة الانسانية الراقية ، في بلدنا المغرب والحقيقة للتاريخ ان المغرب بفعل التوجه الحداثي الديموقراطي لعاهل البلاد محمد السادس واصراره الشخصي على اعطاء المرأة المغربية حقوقها باشر الملك محمد السادس بنفسه اوراش اصلاح مدونة الاسرة و استطاع رغم تعنت التيار المحافظ المتغلغل في المجتمع ان يحقق للمراة المغربية بعض ما تصبو اليه رغم ان حقوقها ما تزال غير مكتملة ومايزال هدف الانصاف والمناصفة على وجه الدقة مشروعا لم ينزل بعد على ارض الواقع ، بلادي المغرب خطت خطوات مهمة في سبيل اعطاء المراة حقوقها هذا لاشك فيه ولكن الحقيقة كذلك تقتضي ان نقول بأن المراة القروية بصفة عامة والامازيغية بصفة خاصة تعاني اقصاءا واضطهادا مزدوجا فهي تعاني ما تعانية المراة الحضرية من عنف زوجي واقصاء في العمل وفي الاهانات المتكررة عند ما تكون خادمة في البيوت او في اسواق العمل هذه معاناة مشتركة مع كل النساء ولكن المرأة الامازيغية تعاني من ظلم الامية والجهل وغياب التطبيب وانعدام مقومات التواصل والتشكي عند حصول اي خرق بل ان المرأة الامازيغية ما تزال تعيش مرحلة مظلمة في تاريخها حيث تتحالف الطبيعة القاسية وغياب البنيات التحتية الضرورية للعيش الكريم وافة الامية والتشغيل والتزويج المبكرين ، تعتبر المظلومة ابا يجو المعتصمة امام المحكمة الابتدائية بتيزنيت نموذجا صارخا للظلم والتنكيل الذي تتعرض له المراة الامازيغية من قبل المجتمع الذكوري بامتياز الذي استغرب خرق المراة الامازيغية لعادة خروجها من السجن المنزلي وبالتالي تعتبر حالة ابا يجو شهادة على ان المجهودات التي قامت بها الدولة المغربية من اجل انصاف المراة ما تزال ناقصة امام استفحال الامية والظلم واللامساواة واللاعدالة ، لذلك وصفها مظهدها بانها مجنونة لانها تجرأت بالمطالبة بحقوقها في مجتمع تعطى الحقوق فيه للرجل فقط وليس بطبيعة الحال لكل الرجال فالنساء والرجال في المحنة بحال بحال لكن مع امتياز مجتمعي يعطى للرجل الذي له الحق بالمطالبة بحقوقه اما المرأة الامازيغية عندما تريد ان تجاهر بحقوقها فتنعت بالسفور وعظائم الامور هذا هو مجتمعنا المتخلف وهذا ما يجب ان يتصدى له اصحاب السوسيولوجيا والسياسة والانثربولوجيا وجميع اصحاب التخصصات العلمية ، المراة الامازيغية تذهب حقوقها في المحاكم والمستشفيات وغيرها من المرافق الاساسية والحيوية لانها لا تعرف اللغة الفرنسية لغة الادارة ولا الدارجة لغة الشارع والتخاطب اليومي فتكون ضحية جهلها بل الاحرى تجهيلها ، ان المآسي التي تحدث في المحاكم المغربية بفعل انعدام الترجمة الى الامازيغية ترقى الى مستوى الجرائم الثقافية حيث تفقد الام والزوجة والطفلة المغتصبة حقوقهن بفعل جهلهن للمساطر اولا وبفعل لغة الادارة التي لا يفهمناها ، ان ما تعرضت له ابا يجو كرمز من رموز معاناة المرأة الامازيغية هذه السنة يجب ان يوقض ضميرنا جميعا من اجل النضال من اجل الاسراع باخراج القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية ويحثنا كذلك على ضرورة مطالبة الحكومة بادراج الامازيغية في معاهد تكوين القضاء والمحاميين و جميع المراكز التكوينيية التي تخرج اناسا يعملون في المغرب بلغة المغاربة حتى لا تضيع حقوق المراة الامازيغية وتكون ضحية التماطل والتسويف السياسي والجهل القانوني .