جديد انفو - تنغير 

زرت مضايق تودغى قبل ثلاثة ايام.... وهي واحدة من اكبر واشهر المواقع الايكوسياحية بالجنوب الشرقي للبلاد ...وقد سررت كثيرا بتوافد أعداد كبيرة من السياح عليها ...من داخل و خارح البلاد اضافة طبعا الى ابناء المنطقة والمناطق القريبة...سررت لانهم وجدوا فيه متنفسا رائع المشاهد ولطيف الاجواء ...متنفسا فريدا من نوعه ... وكان لسان حالي هو الترحيب الحار بكل هؤلاء الضيوف الكرام...

في المقابل سجلت بعض الملاحظات الجديدة اضافة الى الملاحظات المعتادة الخاصة بالنظافة.... الملاحظات الجديدة خصوصا منها ظاهرة تتمثل دخول الناس وسط المياه وادخالهم الطاولات والكراسي وسط المجرى المائي عوض البقاء على جنباته وذلك للجلوس وتبريد الارجل وسط الماء وتناول الاغذية واخذ المشروبات ولعب الاطفال وسط الماء بجانبهم .... و اخرى تتمثل في كثرة اطلاق الاهازيج الجماعية واللعب بالالات الموسيقية وبأصوات مرتفعة صاخبة...كل هذا في اعتقادي يمثل ضغطا كبيرا على بيئة هذا الموقع ويرفع من منسوب تلويث المياه اضافة الى نوع من التلوث الصوتي الذي يكسر هدوء هذا الموقع الذي يمثل الطابع الفطري له والذي يهواه الزوار ويغريهم منذ القدم....

إن عيون مضايق تودغى عيون مباركة فعلى أساس ما يتدفق منها من مياه قامت الحياة بهذه الواحة واستقرت العشرات من القبائل على امتداد عشرات الكيلومترات على يمين ويسار الوادي...هذه البركة اعطتها طابعا خاصا يصل الى نوع من القداسة عند الساكنة فهي تمثل تجليا لنعمة الله تعالى على المنطقة ونفخ الحياة فيها واستمرارها.....

وإذ أشجع بعض الجهود المبذولة لإقرار الشروط والبنيات اللازمة لاستقبال الزوار وارجو استكمالها...وفي انتظار ذلك فممكن مثلا ان يجلس الزوار على جنبات المجرى فقط ويحافظوا على نظافته ويتجنب البعض ايضا اطلاق الاهازيج الصاخبة التي يمكن ان تزعج الاخرين ويبقوا على ذلك في المستوى المقبول...ليحافظ المكان  على بيئته وهدوئه ومرحبا بكل ضيوفه في احسن الظروف والاحوال ضيافة حارة نابعة من كرم أهل هذه المنطقة.