بقلم التلميذة: هبة الأصفر
أصبح الجو هادئا كهدوء عيون أمي التي لا تمل من إلقاء نظرات إعجابها بطفلها الصغير، ونامت العصافير بعدما أنهت من تغريدها، لتغوص وتعانق الليل الذي أسدل ظلامه على الكون العميق في تفاصيله،
في جنح الظلام الدامس، نسرح في تفكيرنا علنا نجد الجواب على أسئلة ظلت تتوغل وتتوغل في أناملنا وصدورنا، دون أن نجد لها ما يجعلنا نتحرر من ثقلها الكبير.
ليت القمر يشع نوره في سطور، ويملأ هذه السماء العالية، ويفسح لنا نافذة لنطل على كل ما يجول في الخواطر.
علنا نجد في هذا الومض الساطع كل شيء يعوز ويكبل ذواتنا وينهش أجسامنا المنهكة.
كل واحد منا يغوص متأملا مرة، وشاردا مرة أخرى لإيجاد ما يشبع غريزة السؤال،
وهو في الحقيقة قريب، بسيط بساطة الحياة،
لا يرى بعين ولا يشترى بمال
ما هو شيء ولا إنسان
وسقوطنا في متاهة هذا السؤال، سنفقده الجوهر
لذلك سنصر على أن نجعله بدون اسم،
لتشعر به وترقص عليه أجسادنا ودواخلنا ونستمر ولا نتوقف لتكملة مسلسل، ما أن تكتمل حلقة منه إلا بدأت الأخرى، دون أن نمل أو نكل.
نفوسنا تبحث عما يمكن أن تسمو إليه ذواتنا
والحقيقة أن ما نبحث عنه، دخل غرائزنا منذ نعومة أظافرنا، وسيستمر ملازما لنا كالظل: مرة يكبر وتارة يصغر عن هاماتنا أو يساويها.
يجعلنا نستيقظ باكرا ونكمل يومنا المتعب،
حزن أو فرح هما سيان، لكوننا نعلم أنه لا يريدنا كما نريده ولا يسعى إلينا كما نفعل، بل يظل هاربا ونحن نلهث وراءه كالسائر في قيلولة يتبع ظله.
نعم إنه الوتر الذي يسكن أرواحنا وكياننا كصوت منبه يوقظنا عندما نغط في نومنا العميق، ونعيد صياغة المستقبل وفق ما نريد
إنه الأمل الذي رأيته يكتب على صفحات السماء يقتحم الدياجير بكل هدوء.