فئة مفترسة من الناس في هذا الكوكب المختل تؤمن بأنها يحق لها وحدها أن تعيش وتستمتع بالحياة ،ولايحق لغيرها إلا الهلاك. وهذا هو سبب تعاسة ومأساة بني البشر...المهزلة أن هذه الفئة تطلب من الناس أن يتحلوا بالتسامح حتى يقبلوا الذين يقتلونهم أن يقتلوهم ببطء وبدم باردة...
 
كل المترنحين في شوارع مدننا وقرانا ليسوا دائما سكارى، فليس النبيذ وحده هو الذي يسكر ويدوخ الإنسان ويحمله على الترنح..فما أكثر الذين يترنحوا لأنهم تجرعوا الخل والعلقم في المجال الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي والأخلاقي...
 
بعض الجماعات المحلية والبلديات وحتى الوزارات ليست في حاجة إلى حملة الشهادات وأصحاب الكفاءات، بل إلى أصحاب الشكارات وأصحاب العصبيات القبلية والحزبية الذين يعرفون أين تؤكل الكتف و يجيدون الموافقة والتصفيق...جماعات ووزارات في البلد ستدخل قريبا موسوعة غنيتس في الفساد والعصبية واقتصاد الريع..
 
ليس السبب في البنك الدولي ،بل في الشعب الذي لايعمل..والسبب أيضا في جشع أعضاء الحكومة والمجالس المحلية غير المسؤولة التي تبدر أموال التنمية بالباطل وتحويلها بالتحايل إلى جيوبها الخاصة إلى حد أن هناك من اختلط لديه المال العام بالمال الخاص... الدولة تنادي بزيادة الإنتاج والشعب يتتبع بث القنوات التلفزية 24/24 لمشاهدة مباريات كرة القدم ومسلسلات لاتنتهي ،وهنا اختلط الحابل بالنابل..