تأخذنا حلقة الطبيعة والإنسان إلى منطقة الأطلس الصغير لنكتشف أنها أقدم سلسلة جبلية بالمغرب، إذ تعود إلى الزمن الجيولوجي الأول، وأنها شهدت في الماضي عدة ثورات بركانية نتج عن رمادها تكون تلال ذات صخور هشة سميت ب "التلال الشاهدة".
هذه الاكمات البركانية، استغلها الإنسان منذ القدم ليحفر بها كهوفا أصبحت تتوارث جيلا بعد جيل للسكن القار أو الموسمي.
دوار اغزديس، احد دواوير المنطقة نموذج لهذا السكن الباطني الذي انتقل سكانه من حياة الترحال إلى حياة الاستقرار.
إن إنسان المنطقة لا يهتم بأصل أو مصدر هذه التشكيلات التضاريسية، بل يكتفي باستغلالها و تسخيرها لصالحه.
إلا أن عليه أن يعلم أنها تعتبر كتابا يضم بين دفتيه قصة ذلك الإنسان نفسه، وتاريخ تعاقب الأحداث الجيولوجية التي واكبت تطور الحياة بالأطلس الصغير.
انه موروث يجب فهمه واحترامه والحفاظ عليه.