استقبل عامل إقليم الخميسات من طرف موظفين ومواطنين بطريقة مثيرة لم يعهدها المغاربة إلا مع الملوك العلويين.

وظهر أشخاص "يُقفْقِفون" وآخرون "ينحنون" للعامل فيما المصورون يتهافتون ويتزاحمون لأخذ صور للمحظي.

وظهرت على الشريط فرق موسيقية، فيما سمع صوت أحدهم يردد "استقبال ملكي".

وتعيد هذه المشاهد أذهان المواطنين إلى حقب تاريخية كانت فيها أيادي موظفي الإدارة الترابية طولى، لدرجة كانوا فيها يتحكمون في وزارة العدل والمحاكم، كما يحكي كتاب "دفقات من معين سيرة ذاتية" لصاحبه محمد مصلح المفتش العام السابق بوزارة العدل والحريات.

وفي وقت تنقل فيه مثل هذه المشاهد عن العامل المعين، تجتهد بعض وسائل الإعلام في تسويد صورة المنتخب وإظهاره كلص للمال العام ومسؤول عن كل الويلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن، علما أن العامل أو الوالي هو سلطة الوصاية الذي لو قام بدوره لما تجرأ أي منتخب على المس بالمال العام أو أخل بواجبه.

ويرى مراقبون أن المنتخب لا يحظى بالمكانة التي يحظى بها المعين وقد تجلى ذلك في كثير من الصراعات التي تنشب في بعض المناطق بين المعين والمنتخب إذ غالبا ما تنتتصر السلطات للمعين على المنتخب، علما أن الأخير هو التعبير عن إرداة الشعب وأساس تطور كل مجتمع حداثي.