واحة ظلت واقفة رغم رياح العصرنة التي تهب عليها من كل جنب، صامدة أمام تقلبات الدهر، محافظة على أصالتها وطابعها الهندسي .
إنها واحة إيش التي تمثل النهاية الشمالية لواحات الجنوب المغربي .
قصر ضحى بالغالي والنفيس من أجل إنجاح الثورة الجزائرية ضد الغزاة الفرنسيين.
لكن، عوض أن يكافىء على حسن صنيعه، قوبل بنكران الجميل، إذ ما كادت تتوج الثورة بالإستقلال ويهلل المغاربة والجزائريون بالنصر، حتى نشبت حرب بين الجانبين، نال منها قصر إيش القسط الأوفر، حيث تم احتلاله لمدة ستة أشهر.
لقد ورث الإيشيون أحد أصعب المشاكل وأعقدها بعد رحيل الإستعمار الفرنسي عن المنطقة .
مشاكل تتمثل في رسم الحدود السياسية بين البلدين المغرب والجزائر .
إن إيش واحة تحاصرها ظروف سياسية سيئة تغرقها في مشاكل عويصة. لكنها رغم ذلك تعد بالكثير، فجمال طبيعتها الخلابة، وهندسة قصرها المتميزة الفريدة، ونقوش صخورها العتيقة ، مؤهلات تجعل منها قبلة سياحية واعدة.