زايد جرو -الرشيدية /جديد انفو
تخليدا للذكرى 50 للمسيرة الخضراء المظفرة، واحتفاء بالقرار الأممي المنصف للمغرب، المُقِرّ بسيادة المغرب على صحرائه تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، نظم نادي المواطنة و التربية على حقوق الإنسان وقيم التسامح بالثانوية التقنية بالرشيدية اليوم الاربعاء 5 نونبر الجاري محاضرة تحت عنوان : 'الصحراء المغربية :بين الوثيقة التاريخية و القرارات الأممية '، ألقاها أستاذ مادة التاريخ والجغرافيا بالمؤسسة، الدكتور لحسن الجكاني، بحضور الإدارة التربوية وعدد من الأساتذة والأستاذات ورئيس جمعية آباء و أولياء التلاميذ و عدد كبير من تلاميذ المؤسسة.
تناول الأستاذ في هذا اللقاء الوطني المميز قضية صحرائنا المغربية وفق مقاربة تاريخية مشفوعة بوثائق نادرة وفق تسلسل زمني مضبوط ، تثبت روابط الصحراء المغربية بالدولة المغربية منذ عصر الإمبراطوريات ( المرابطية والموحدية والمرينية و السعدية و العلوية ..) كما تطرق إلى التغلغل الاستعماري و التنافس الإمبريالي حول المغرب و الاتفاقيات التي كانت وراء تقسيم المغرب إلى مناطق نفوذ، وخرائط التقسيم، مبينا التناقضات التي تستبطنها تلك الاتفاقيات مع اتفاقيات سابقة ولاحقة مع المغرب بما في ذلك معاهدة الحماية 30 مارس 1912 التي ضمنت استمرار سيادة العرش العلوي و احترام وحدته الترابية.
كما تطرق للخصوصيات المجالية و الاجتماعية والثقافية لساكنة الصحراء التي كانت تنضبط لثلاث سلط : سلطة المخزن ممثلة في الولاء للسلطان، و سلطة الزوايا الدينية وسلطة القبيلة و تنظيمها القبلي مؤكدا أن مجال الصحراء استعصى على التقسيم و الإخضاع لسلطة الاستعمارين الاسباني و الفرنسي من خلال اندلاع مقاومات قبلية صحراوية ضد وجودهما، كما أشار في إشارات دقيقة إلى دور الاستعمار الفرنسي بالخصوص في إخفاء كم هائل من الوثائق المتعلقة بالصحراء والتي كانت في أرشيف وزارة الحرب الفرنسية بمدينة إكس-بروفانس، كونها وثائق تؤكد التآمر الاسباني الفرنسي على خلق مجال غير خاضع للنفوذ الفرنسي رغم كونه يقع ضمن الخرائط التي التزمت فرنسا بتبعيته للمملكة المغربية، كما تثبت أيضا مغربية الصحراء الشرقية، مما جعل الجزائر منذ 1966 تناور و ترفض تصفية الاستعمار الاسباني من الصحراء المغربية في تناقض صارخ مع ادعاءاتها بدعم تصفية الاستعمار، بغية الاحتفاظ بمنفذ لها للمحيط الأطلسي و الاستفادة من منجم غار الجبيلات..
و بين الأستاذ المحاضر بعض المناكفات الجزائرية وتعنت القيادة السياسية والعسكرية وسوء نيتها من خلال تبني الطرح الانفصالي لبعض شباب القبائل الصحراوية المغربية نتيجة سوء الفهم الذي حصل بعد المسيرة الخضراء سنة 1975، و بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء و مطالبة جبهة البوليساريو بتقرير المصر و الاستفتاء ذكر الأستاذ المحاضر بجرأة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله بقبوله الاستفتاء، لأنه يعتبر الصحراء أرضا مغربية ومن زعم أنه غير مغربي عليه أن يغادر أرض المغرب، وبين استحالة إجراء الاستفتاء لكون غالبية سكان الصحراء و قبائلها مع الطرح الوحدوي، فيما أقلية مغرر بها محاطة بعناصر أجنبية ما زالت تتوهم إمكانية تحقق طرحها الانفصالي.
و ختم الأستاذ الجكاني لحسن محاضرته بسياق القرار الأممي الأخير و التحولات الجيوسياسية العالمية و قناعة مجلس الأمن بأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، هو الوضع الواقعي والقابل للتنزيل على أن تدخل الأطراف المعنية في مفاوضات حقيقية وجادة .و ذكر بأن ما بعد تاريخ 31 أكتوبر 2025، هي مرحلة جديدة في تاريخ استكمال وحدة المغرب الترابية تستوجب بذل جهود مضاعفة لينعم ساكنة الصحراء المغربية بالاستقرار في ظل تنمية حقيقية تنعكس نتائجها على كافة الوطن.
وأكد المحاضر ايضا إلى أن هذه القرارات الأممية المتعلقة بالصحراء المغربية تؤكد باستمرار الشرعية الدولية والاعتراف بالجهود الجادة للمملكة المغربية لحل هذه القضية، كما تؤكد على الطابع السياسي للقضية، وأن الحل يجب أن يكون سياسياً وقائماً على التوافق متسما بالواقعية والعملية بالدعوة إلى حل واقعي وعملي يقبل به جميع الأطراف. كما أنه حل تفاوضي يتحقق عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف المعنية، وفق آلية المراقبة من طرف الأمم المتحدة في المنطقة مع مراعاة البعد الإنساني و التركيز على الجوانب الإنسانية وإعادة التواصل بين الأسر، والبعد التنموي والتأكيد على أهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
تفاصيل اوفى بالفيديو والصور