محمد جرو -طنطان / جديد انفو

على مرمى حجر من تخليد ذكرى حركة 20 فبراير المجيدة ،وشمعتها المتقدة تحمل الرقم 14 ،وقد احتفل العالم ب”سانفلانتاين”حاملين ورودا وشموعا ،وهي ذات الورود والشموع التي ،حملناها رفقة شباب الحركة(20/2/2011)وعلى بعد أيام من تخليد الذكرى الأولى لرحيل جسد ،واحد من الهامات الأممية،والوطنية،الفقيد محمد بن سعيد أيت يدر بفضاء محمد زفزاف ،بالعاصمة المناضلة الدار البيضاء ،يوم 22 فبراير الجاري ،بداية نجدد الرحمات على روحه الطاهرة ،طهر يديه وقلبه،ومن خلاله السلام والطمأنينة لأرواح شهدائها ،وفقيديها الأيقونة غزلان بن عمر ،والشاب المبتسم ،الراحل أسامة لخليفي..

حينما هبت نسائم الربيع الديموقراطي ،مع الفقيد التونسي البوعزيزي ،الذي أطلق شرارة التغيير ،تطايرت شظاياها للمحيط العربي أولا ،وميلاد حركات بمصر وليبيا والبحرين واليمن …،لتصل الشعلة لبلدان دولية ،لتحمل معها أمل الشباب وطموحهم في التغيير الحقيقي ،ومثلت حركة 20 فبراير بذلك عنفوانا ودوافع اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية ،صدحت بها حناجرنا بكل المدن المغربية ومداشرها ،ولم تدم المدة كثيرا حتى استجاب الملك محمد السادس لنبض المجتمع ،والبداية بالإعتراف بفشل سياسات عمومية ،ونموذج لايستجيب لتطلعاتنا جميعا ،فكان خطاب التاسع من مارس 2011 وماتلاه ،على الرغم من أنه بالموازاة معه ،وكدأبهم ،أسسوا جمعيات 9 مارس ،التي استخدمت ضد مسيرات ووقفات حركة 20 فبراير ،على الأقل بالنسبة لنا في الطنطان المجاهدة التي لم تتخلف عن قاطرة المطالب المشروعة لشباب الحركة ..

وستظل محطات مسيرات ووقفات حركة 20 فبراير راسخة في الأذهان ،بين كر وفر ومطاردات واستشهاد بعض من شبابها ،ومن هذه المحطات ،والمرتبطة بنا في الحزب الاشتراكي الموحد ،وبعد عودتنا من لقاء شبابي ببوزنيقة ،يوم13 مارس 2011 ،جمعنا بشباب حركة مصر وتونس على وجه التحديد ،والحزب يعقد دورة المجلس الوطني ،وتفاعلا مع وقفة شباب الحركة ،الذين طاردتهم قوات الأمن من ساحة لحمام ،ليحضنهم فضاء مقر الحزب الاشتراكي الموحد بزنقة أݣادير ،حيث خرج الشهم الفقيد محمد بن سعيد ،ليأمر المخزن بكل تلاوينه التي حجت للفضاء ،وفي كلمته المشهورة وهو محمول على أكتافنا(محمد جرو وعزيز عوينة)بأنكم هاجمت مقر حزبي وحاصرتم شباب لاتهمة لهم إلا حب الوطن ،وحب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية المفقودة من وطننا ،والبقية طبعا يعلمها الجميع ،وموثقة بالصورة والصوت ،هجوم كاسح علينا جميعا والتنكيل بنا ،حيث هوت عصا المخزن على أظلاعنا وأجسادنا ،لايهم مادام ذلك كله من أجل الوطن الذي يسكننا ولانسكنه، فقط مطالب حركة 20 فبراير ،مازلت مشروعة ويجب تحيينها في هذه “اللحظات المفصلية” ،وإن كنت شخصيا لا أحب هذا المصطلح المكرور ،بيد أن جواب ذلك هو “مالايأتي بالنضال ،يأتي بمزيد من النضال”والشعارات الآنية الفارغة المحتوى ،بالنظر لواقعنا ،”الدولة الإجتماعية’تتكسر بلهيب الأسعار التي تجاوزت الحد ،ومزيد من قمع الحريات ،والأنكى هو واقع ضحايا الزلزال الذين يعيشون في العراء وصقيع بارد ،برودة قلوب من يحكموننا ،الذين فضلوا الهرولة من أجل إنهاء أشغال مركب رياضي بالعاصمة ،في وقت قياسي “يستحق”الدخول في قائمة كينيس (ثمانية أشهر)فيما يتسع زمان ووقت إيواء ضحايا الزلزال ،بل يتم اعتقال صوت من أصوات أبناء الحوز ،الناشط سعيد ايت المهدي ،منسق الضحايا ،في أبشع صور انتهاكات حقوق الإنسان ،المدبجة في دستور 2011 أتى بعد مطالب حركة 20 فبراير ،وهذا هو وجه التناقض القبيح ،دون نسيان مطالب نساء ورجال التعليم ،والصحة ،والتشغيل ،والشركات …الخ الممتدة على طول رقعة وطني الممزق بين واقعين متناقضين كذلك ،سرعة تيجيفي والملاعب وتحلية مياه بحرنا ،ومطاراتنا ،لأجل كأس إفريقيا لكرة القدم داخل الصالات وخارجها ،وكأس العالم المشترك بيننا وبين جيراننا الاسبان والبرتغاليين ،والذين يعيشون بحبوحة الحياة ،(جات معهم)وبين واقعناالذي نرفع به شعار ،”نعيش الحياة مااستطعنا إليها سبيلا”