يونس عيشي
خلَّف خبر توقف الخط الجوي الرابط بين مدينتي ورزازات وطنجة، خلال شهر أبريل المقبل، موجة سخط بين ساكنة “هوليود إفريقيا” بعدما سهَّلت الرحلات التي تنظمها شركة “ريان إير” في هذا الاتجاه تنقل المواطنين إلى مدن الشمال دونما عناء ساعات السفر التي تستغرقها وسائل نقل أخرى، التي تصل إلى 16 ساعة في بعض الأحيان.
وبعد قرابة السنة على إطلاقه، وفي شهر ماي تحديداً من 2024، تفاجأ مواطنو مدينة ورزازات بإيقاف الخط الذي يربط مدينتهم بطنجة بوثيرة رحلتين أسبوعيتين دون تقديم أي مبررات، حسب فعاليات مدنية، معتبرةً أنه “كان خطاً ناجحاً بشكل كبير ويخلص الناس من هناء التنقل لساعات إلى شكال المملكة”.
ولم تكن تتجاوز مدة السفر من مدينة ورزازات إلى طنجة عبر هذا الخط مدة ساعة إلى ساعة ونصف خلافاً للمدة التي يتطلبها مثلا السفر إلى نفس المدينة عبر حافلات النقل العمومي، والتي تصل في إلى 16 ساعة متواصلة.
وكان هذا الخط يعرف إقبالاً كبيراً من طرف المسافرين، المغاربة والأجانب السياح، حيث أكدت مصادر عليمة لجريدتنا، أن آخر رحلة التي تمت يوم الجمعة الماضي من مطار ابن ابطوطة بطنجة إلى مطار ورزازات، عرفت حجز 70 في المئة من المقاعد.
ويتخوف الفاعلون في السياحة المحلية من تأثير هذا القرار على أداء هذا القطاع بعدما بدأ يعرف انتعاشة متذبذبة خلال الأشهر الأخيرة بشكل جعله يتعافى من تداعيات جائحة كوفيد 19 التي فرملت حركية السياح الأجانب خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى أن الاقتصاد المحلي بورزازات مبني بشكل أساسي على عائدات القطاع السياحي.
سعيد أقداد، مستشار بمجلس جماعة ورزازات عن حزب التقدم والاشتراكية، قال “المكتب الوطني المغربي للسياحة هو من أشرف على إحداث هذه الخطوط التي تربط مدن كبرى ببعض مدن الجنوب الشرقي كخط الراشيدية الرباط وورزازات طنجة وطنجة الصويرة وغيرها من الخطوط”، مشيراً إلى أن “العقد سينتهي بحلول شهر أكتوبر وليس إلغاؤه في هذه الفترة أي قبل نهاية مدة سريان العقد”.
وأورد المستشار الجماعي، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه “كان من المفترض أن يتم تقييم دينامية وأداء هذا الخط من طريف المكتب الوطني المغربي للسياحة من أجل قياسه نفعه على المستهلك وفوائده على الشركة والاقتصاد الوطني والمحلي”.
وسجل المصدر ذاته أنه “من غير المعقول أن يتم إيقاف هذا الخط، حتى وإن كانت هناك أزمة على مستوى مردوديته لأنه كان ينقذ ساكنة ورزازات المتجهين إلى طنجة أو مدن الشمال من عناء المسافات الطويلة”، لافتاً إلى أن “الأكثر من ذلك هو أن “إيقاف هذا الخط يأتي في وقت أضافت فيه الشركة رحلات إضافية أسبوعية بين مدن أخرى”.
وفي ما يتعلق بتفاصيل هذا الإلغاء أو الإيقاف، أوضح أقداد أن “المطلوب اليوم هو خروج الشركة أو المكتب الوطني المغربي للسياحة أو أي جهة لها علاقة بتدبير هذا القطاع لتبرير هذا القرار الذي سيلحق ضرر كبيراً بالساكنة والتنمية والقطاع السياحي بالمدينة التي يحتضر اقتصادها”.
واستغرب الفاعل السياسي عينه “من الإقدام على قرار إيقاف هذا الخط الجوي غير المبرر”، مشددا على “ما له من أهمية في دعم الاقتصاد المحلي، وتنشيط السياحة، وتسهيل تنقل المواطنين”.
ودعا مستشار حزب “الكتاب” بمجلس جماعة ورزازات، الذي يصطف في المعارضة، إلى “ضرورة إعادة تشغيله بشكل عاجل لتحقيق العدالة المجالية وتعزيز الاندماج الجهوي”، ملحاً على “الجهات المعنية، وخاصة وزارة النقل واللوجيستيك والمكتب المغربي للسياحة وشركة رايانير للطيران، على الاستجابة لمطلب الساكنة وضمان استدامة هذا الخط وفق رؤية واضحة”.
وتساءل المتحدث ذاته “عن الأسباب الحقيقية للإلغاء وعدم إفساح المجال أمام هذه التجربة لمدة أطول من أجل اختبار نجاحها”، مشيراً إلى أنه “لا يتم التعامل بنفس الطريقة مع كل الخطوط الجوية في المغرب وبنفس المعايير”.
المصدر: مدار21