زايد جرو -الرشيدية /جديد انفو

صدر للكاتبة زينب أحمد لعجاج من أگادير، مؤلفا سرديا يحمل عنوان *fatima princesse Du ksar Mezguida *  من 110صفحة من مطبعة SO-Mباسلوب فرنسي سلس ينم عن تجربة ودربة في التأليف باللغة الفرنسية .

الدفة الأولى للكتاب مطرزة بصورة سحرية جمالية مميزة باللون الترابي، لمدخل قصر مزگيدة الاسماعيلي بتافيلالت، الذي يتفرد بعمرانه ورموزه وأبراجه عن القصور الأخرى، وبدكاكينه ودروبه ونقوش جدرانه والخشب الحر لمسجده الذي يحكي الحكايات التي لا تنتهي ،من عبق التاريخ والتي ألهمت المبدعين والكتاب بزاد خيالي وتخييلي لا يحدث بالصدفة.

الدفة الثانية  أسست فيها  الكاتبة لمؤلفها السردي، بالوقوف على اسم فاطمة الزهراء، بالاستناد على مرجعية دينية مشتركة بين المغاربة والعرب عموما فهي فاطمة الزهراء، أم المؤمنين، من سبط الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد السيدة زينب ورقية وأم كلثوم.

فاطمة الزهراء في مؤلف زينب احمد لعجاج، تنحدر من قصر مزگيدة ،تحمل رقم سبعة بين أخواتها، يتيمة من الأم وبمواصفات جمالية عالية، عاشت دون أخ ذكر ضمن هذا العدد من الإناث، والتي لا يمكن أن تتزوج إلا بعد زواج أخواتها ،رغم تميزها احتراما للتراتبية الأسرية والعرفية والتربوية .

فاطمة الزهراء الأميرة ، تتحول في المؤلف السردي الى رمز لكل أم مغربية بمرجعية تاريخية ممتدة عبر الحكي، عاشت وكبرت ترعى أبناءها بكل دفء ،بالتضحية والصبر ،وتقبل كل نوائب الدهر في سبيل الذرية الصالحة دون انتظار أي مقابل .

ضمن سرديات المؤلف يعيش القارئ بين دفء الحكي وعبق التاريخ حيث آلفت الكاتبة في سرد عجيب وغريب وفريد  بين  هواجس الواقع والمتخيل بلغة طيعة تنم عن وعي وإلمام بالكتابات السردية..

الأميرة فاطمة الزهراء من قصر مزگيدة مرجعية تاريخية حاضرة في أذهان كل من مروا بالقصر، وشبوا بين جدرانه وحضارته، فهي عين وقلب أبنائها إلى الأبد وهي الأم المغربية العربية، والامازيغية، التي كابدت من اجل أبناء هذا الوطن، وهي الأم التي يحن  كل المغاربة لخبزها ودفئها ،وهي حاضرة قلبا وقالبا في نفوس المارين ،حيث تتحول عبر الحكي إلى رمز للارض والهوية والانتماء ،وحولت المؤلفة زينب أحمد لعجاج كل القراء إلى مواطنين يتمنون أنفة وصبر هذه الأم ،وعز الانتماء لقصر مزگيدة القصر السلطاني الذي لن يتكرر مرتين.