جديد انفو - اارشيدية /متابعة
نظمت إدارة الحي الجامعي، وكلية العلوم والتقنيات، والكلية المتعددة التخصصات، وكلية الطب والصيدلة، والمندوبية الاقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والنادي الطلابي Great Debaters، يوم السبت 30 نونبر بدار االشباب بوتالامين نشاطا حول موضوع: "الاكتئاب والوصم: مقاربات طبية، ونفسية، واجتماعية"، تحت شعار: "جميعا من أجل صحة بدنية ونفسية مثلى لدى الطلبة".
اللقاء تضمن مداخلة علمية في الموضوع وورشات تفاعلية، بمشاركة ما يزيد عن مائة وأربعين طالبة وطالب، فضلا على بعض الأطر الادارية العاملة بالحي الجامعي، والمندوبية الاقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وأساتذة جامعيين.
وأكد مدير الحي الجامعي في كلمته بالمناسبة أن الإطار العام الذي يندرج فيه هذا النشاط يتمثل في: مواكبة الأوراش الكبرى التي تم إطلاقها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بخصوص تأهيل رأسمال بشري متمكن، وتنزيل البرنامج الثقافي للمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية للموسم الجامعي 2024-2025، وتفعيل اتفاقية إطار الشراكة المبرمة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية في مجال الصحة الجامعية.
عميد كلية العلوم والتقنيات بدوره ثمن من خلال كلمته بالتنسيق المحكم بين المؤسسات الجامعية والنوادي الطلابية في تنظيم الأنشطة التثقيفية والعلمية والترفيهية، كما أكد أن الاعتناء بالصحة النفسية للطلبة تبقى من بين الأسس التي يرتكز عليها المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتولي لها عمادة كلية العلوم والتقنيات عناية خاصة، وتبقى منفتحة عن كل مبادرات النوادي الطلابية بالمؤسسة، ودعا الطلبة في ختام تدخله إلى ضرورة التعامل بحكمة وروية مع أجواء الامتحانات والضغوطات الناجمة عنها.
كما أكد عميد كلية الطب والصيدلة على أهمية ومركزية الموضوع الذي تم اختياره لهذا النشاط، باعتبار أن الاكتئاب ليس مجرد اضطراب نفسي بل هو ظاهرة معقدة ومتعددة الأبعاد تؤثر على الأفراد والأسر بأسرها، ويشكل أكبر التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم، تستدعي منا تظافر الجهود لتطوير حلول مبتكرة وفعالة لتعزيز الصحة النفسية للطلبة وتسهم في بناء مجتمع أكثر توازنا واستقرارا، وفي ختام كلمته أشار إلى أن كلية الطب والصيدلة ستجند فريقا لمثل هذه الأنشطة لبلوغ صحة متوازنة عقلية جسدية ونفسية.
فيما ركز عميد الكلية المتعددة التخصصات في كلمته على أنه استجابة للتعليمات الملكية السامية والمخططات والاستراتيجيات الخاصة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فتحت الكلية المجال للطلبة للانخراط في النوادي من أجل تصريف مواهبهم ومهاراتهم وصقلها، على اعتبار أن العمل الجماعي التشاركي داخل النوادي يسهم في إشاعة ثقافة نفسية سوية وينمي لدى الطالب الاعتزاز والثقة في النفس والعمل والمبادرة الفردية والجماعية.
المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أشار إلى أن هذا النشاط ترجمة للعناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، للطفولة والشباب والارتقاء بأوضاعهم وتحسين مستوى عيشهم، وكذلك تماشيا مع توجهات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وتفعيلا للاستراتيجية الوطنية للصحة المدرسية والجامعية، لتعزيز صحة الشباب، وكذا تنزيلا لمقتضيات اتفاقية الشراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الرامية إلى النهوض بصحة الطلبة.
فيما أشادت ممثلة نادي Great Debaters بالجهود التي تبذلها إدارة الحي الجامعي، وكلية العلوم والتقيات، والكلية المتعددة التخصصات، وكلية الطب والصيدلة، للنهوض بالأنشطة الجامعية الموازية، ووقوفهم الدائم إلى جانب النوادي الطلابية لتنمية معارفهم وصقل مواهبهم والرفع من مهاراتهم الحياتية، وأكدت أن نشاط اليوم ثمرة عمل وتنسيق محكم بين هذه المؤسسات والمندوبية الاقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ودعت كافة الطلبة الحاضرين إلى المشاركة بفعالية وبشكل ايجابي في فعاليات أسبوع الصحة الجامعي.
بعد الانتهاء من الجلسة الافتتاحية، تناول الكلمة الطبيب الرئيسي للمركز الصحي الجامعي في مداخلة علمية حول موضوع: "الوصم والاكتئاب مقاربة طبية"، الذي ذكر في البداية بالأرقام والاحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والمندوبية السامية للتخطيط، التي تبرز حجم ظاهرة الاكتئاب في المجتمع المغربي، والتي تمس كافة الفئات العمرية والاجتماعية، وتطرق إلى التعريف العلمي للاكتئاب، والأعراض النفسية لهذا المرض، وطرق تشخيصه وكافة أنواعه، كما بسط النقاش في آخر مداخلته على الحلول الفردية والطبية لتجاوزه والتغلب عليه، وأوصى في هذا الشأن بما يلي:
1- العمل على التواصل المستمر مع الطلبة، واعدادهم نفسيا للعيش المشترك داخل الحرم الجامعي،
2- الممارسة المنتظمة للأنشطة الرياضية والترفيهية،
3- العمل على تعلم مهارات جديدة وتطوير الجانب الشخصي، وتعزيز الاحساس بالمسؤولية وتقدير قيمة الوقت،
4- تقديم المساعدة والعطاء للآخرين والوقوف إلى جانبهم،
5- الانخراط داخل الأندية الطلابية والمبادرات الجامعية الهادفة إلى تعزيز روح التعاون والتآزر بين الطلبة لتطوير معارفهم وتنمية مداركهم.
في ختام الجلسة العلمية فتح باب النقاش أمام الحاضرين الذين عبروا عن امتنانهم وشكرهم للجهات المنظمة عن اختيارهم لموضوع متعلق بالصحة النفسية لدى الطلبة، كما انصبت جل تداخلاتهم على بعض المشاكل النفسية التي تواجههم طيلة مسارهم الجامعي.
بعد المداخلة العلمية قامت اللجنة المنظمة بتوزيع المشاركات والمشاركين على القاعات إلى تلاثة ورشات على الشكل الآتي:
- القاعة 1: الورشة الأولى المتعلقة بموضوع: "الاكتئاب مقاربة نفسية اجتماعية"، من تأطير المعطي التايك، باحث في مجال علم النفس.
- القاعة 2: الورشة الثانية المتعلقة بموضوع: "الاكتئاب مقاربة طبية"، من تأطير مصطفى رشيدي، طبيب المركز الصحي الجامعي.
- القاعة 3: الورشة الثالثة المتعلقة بموضوع: "الوصم مقاربة نفسية-اجتماعية"، من تأطير عبد الله الغيلاني، منشط بالمندوبية الاقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
أعقب عمل الورشات نقاش عام تم من خلاله تقديم تقارير أشغال هذه الورشات وتقاسم خلاصاتها ونتائجها وكذا التوصيات الصارة عنها، التي جاءت على النحو الآتي:
1- تنظيم حملات للتوعية والتحسيس بأهمية الصحة النفسية والبدنية،
2- تشجيع الأنشطة التثقيفية حول الصحة النفسية داخل الحرم الجامعي،
3- تطوير الأنشطة الموازية والترفيهية داخل المؤسسات الجامعية،
4- تأسيس أندية رياضية وثقافية وفنية وعلمية داخل المؤسسات الجامعية وتمكينها من كافة الامكانات اللازمة لأداء مهامها داخل الأوساط الطلابية،
5- العمل على حماية الصحة النفسية للطلبة من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي السلبي،
6- تقوية أواصر التآزر والتعاون والعيش المشترك وثقافة الاعتراف بين الطلبة،
7- حث الطلبة على اللجوء الى خلية الانصات المتخصصة في المجال الطبي والنفسي المحدثة داخل المركز الصحي الجامعي.
لينتهي اللقاء بكلمة ختامية لمدير الحي الجامعي، الذي أشاد بالحضور وتفاعلهم الايجابي سواء من خلال النقاش المفتوح بعد مداخلة الطبيب الرئيسي للمركز الصحي الجامعي، وكذا أثناء الورشات وبعدها كما أبدى استعداد إدارة الحي الجامعي لتنظيم أنشطة صحية أخرى تروم صحة الشباب، ودعا الطلبة إلى تركيز بحثهم على مثل هذه المواضيع التي ستعود عليهم بالنفع وستسهم في بلوغ أهدافهم المتمثلة في التحصيل العلمي والأكاديمي الجيد والنجاح في مسارهم الجامعي والمهني.
ويذكر أن اللقاء أتى استنادا لأهداف ومضامين المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والبرنامج الثقافي برسم الموسم الجامعي 2024-2025 للمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، لاسيما المحور الثالث المتعلق بأنشطة للتوعية والتحسيس والتثقيف الصحي، وتفعيلا لاتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية.