زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

تتنوع الأمثال وتكثر فتحمل هذه الامثال قيما ومعاني عميقة تصدر من أشخاص ليسوا بالضرورة علماء، أو مفكرين، أو ذوي ذكاء خارق، بل هم أشخاص  بسطاء 'عاديون ' مألوفون عاركوا الحياة وعاركتهم، وعاشروا أصناف متعددة من البشر فنسجوا بالكلام  المرصع الدقيق والموجز تجاربهم زجلا، و نثراً بعبارات دالة قصيرة، تعبر عن خبرتهم العملية بالحياة، وهي صالحة لكل زمان ومكان وبكل لغة .

" عام الجيفة تيسمانو فيه لكلاب "مثل متداول يحمل الدلالات العميقة ذات الابعاد الايحائية الكبيرة، تمس الانسان في عمقه وعلاقاته بالآخرين من خلال المحيط المشترك الجامع لكل السلوكيات الصائبة والطائشة والتركيب اللغوي والدلالي للمثل يثبتان الجوانب السلبية والقدحية في معدن الانسان، فتم الربط في المتن بين الزمن وشح الامطار وبين الزمن وانتشار الامراض والحروب بتوظيف لفظ ' الجيفة '

عام الجيفة عجيف تكثر فيه الأمراض والموتى و' الطايح اكثر من النايض ' والجميع يطلب زوال البلاء  والحرب وغلاء المواد الاستهلاكية اليومية وسقي البهائم والعباد  والحاجة ماسة للستر والرحمة والشفقة .. وفي المقابل تطفو فئة من  الكلاب من تجار الازمات والذمم التي تنتعش  في الظروف الحالكة فيقوى شحمها وتنتفخ ببقايا الجيف التي أنهكها الهزال بالجوع او المرض .

المثل جار على سماسرة القيم وفي في كل القطاعات اغتنوا بالزيادة في المعيش اليومي وفي الكلام والنفاق ولا يهمهم وضع البلاد ولا الحرب ولا الوباء الذي استفحل لمدة، هم كلاب‘ شمايت ‘  انتشوا واستفحل سعارهم وتلونت وتعددت جلابيبهم ،وتمنوا ان يطول الوباء وتمتد الحرب  أكثر وأطول وأعمق...  فأحقر الناس من ازدهرت احوالهم يوم جاعت اوطانهم والخزي وا 'تْفُو ' على سماسرة القيم وتجار الازمات والكذابين والنصابين والمنافقين في هذا البلد وتبا لهم ف هاد لعواشر .