زايد جرو- جديد انفو

قصص النجاح في كل الميادين لا تنكر وفي التربية لها وقعها الخاص لان الكثير من رجال التربية هم حاضرون في كل البيوت وذكرهم على الالسن يأتي في كل ساعة وحين ولا يفارق ذاك الذكر مجمع الاسرة سواء بالإيجاب او السلب ،لان الأطفال والمتعلمين والمتعلمات هم صحفيون يعيشون الاحداث في ساحات المؤسسات التعليمية وينقلون الاخبار، منهم الصادق ومن المفتري ومنهم المحلل ومنهم السياسي عن غير قصد ـوتقرأ التقارير وتسمع على طاولة الاكل او على ' براد اتاي ' في المساء وعليها يبني الإباء وتبني الأمهات المواقف تجاه ذا أو ذاك ،لكن على العموم تبقى الكثير من الشخوص التربوية لها ثقلها التربوي ووقعها المثير والمستفز أحيانا وتركت الأثر في نفسية كل شخص مر من المدرسة ذات يوم باعتبارها محيط وسطي بين الاسرة والمجتمع.

حالة الحاج محمد نافعي من ايت بوجان بتنغير اطال الله في عمره حكاية عجيبة هو مفتاح لكل شيء الا باب الشر، فقد ابعده الله عنه ،عرفت الرجل منذ 1994 بتاغزوت نايت عطا بإقليم تنغير في الإدارة التربوية وكنت انذاك حديث العهد بالتعليم كمدرس لغة عربية بالثانوي التاهيلي اجالسه جلسة الرجل الذي لا يعرف الامازيغية ويعرف العربية فقط ولاشيء غيرها كما يعرف ذلك المتعلمون والمتعلمات بمؤسسة مولاي عبد الله بن حساين ،ولنا العودة لها لاحقا بحول الله باعتبارها اول مؤسسة اشتغلت بها في التعليم الثانوي التاهيلي حيث يتحدث الكثير من تلامذتي بالأمازيغية عني وانا بجانبهم اعتقادا منهم بانه لاعلاقة لي بها وانني ' أعراب ' كما يرددون ...

بادلت الرجل الحديث في اللغة والنحو والبلاغة فوجدته يتفوق علي في الجانب الفقهي الذي جهلت وما زلت اجهل عنه الكثير، فيقدم الدليل اللغوي والشاهد النحوي من القرآن الكريم ،فقلت هذا رجل امره خطير وعجيب ويجب اخذ الحيطة معه ومنه في النقاش اللغوي، لأنه ينهل من النبع ،ومن ثم تطورت العلاقة الى ان التقينا من جديد بثانوية ابراهبم بن ادهم بتنغير ومعه حكايات عجيبة في الجانب الاجتماعي والتربوي والسياسي ..احيانا احس انه ينفر مني لأنني كنت ملحاحا في معرفة ما هو مجتمعي بتنغير والله يحب العبد الملحاح وليس علي حرج لأنني احمل نظارات منذ الثمانيات وليس على الاعمى ( الضعيف البصر تجاوزا ) من حرج ..وكان يتهرب مني أحيانا لكنني كنت ' لصْقة ' لمعرفة كل ما هو غريب بتنغير لأن معدنه خالص ومصدره موثوق يه في بناء الخبر.

الحاج محمد نافعي من مواليد 1947 بدوار ايت بوجان تنغير اشتغل بالتعليم لمدة 42 سنة بين الابتدائي والاعدادي والثانوي تزوج منذ سن 23 سنة وانجب من الاناث 5 وذكرين والبداية كانت من ايت بوجان ثم تازارين لينتهي المشوار بابن ادهم بتنغير حاصل على البكالوريا منذ 79 بمراكش ليحال  على التقاعد سنة 2007.

الكل يعرف الحاج محمد نافعي بتنغير سواء في المدرسة او بدوار ايت بوجان وبه تقضى الكثير من الحوائج فهو مفتاح لكل ما يعسر بالبلدة .بالثانوية التأهيلية ابراهيم بن ادهم بتنغير سطع نجمه في التواصل التربوي منذ 1997 المؤسسة المعروفة بالنموذجية على مستوى اقليم ورزازات انذاك، بها خيرة من المربين ، وادب المتعلمين والمتعلمات بها يا سلام تحقق فيها ما لم يحقق في غيرها من مؤسسات اخرى من مهرجانات تربوية ولقاءات شعرية على المستوى العالي واخراج مجلة ' شروق ' دامت لازيد من عشر سنوات ومسابقات ثقافية ودينية ...

الاكيد ان نجاح الحاج محمد نافعي شبيهة بقصص أخرى كثيرة انجبها ميدان التعليم بالجهة وبالوطن ككل منهم من غادر مرغما ومنهم من ما زال عاشقا للمهنة لكن السن حال دون الاستمرار ومنهم من غادرها طواعية بتقاعد نسبي لنغيرات مجتمعية معينة ،ومنهم من مازال يكافح في انتظار المجهول أي ما يخبئه له القدر .

هو رجل مثشبث بتودغى وايت بوجان ولا يغادرها الا لماما اطال الله في عمره وتحية خاصة اليه ولأمثاله وممن تركوا بصمتهم بتنغير او في غيرها من هذا الوطن بعشقهم للمكان وللوطن لان فيه حقا ما يستحق الحياة.